والنواصب، وهو بشارة لمن أحب أهل بيته، وأنه يرد الحوض ويشرب منه فلا يظمأ أبدا، والظمأ هو عنوان دوام العطش وحرمان دخول جنة المأوى، وأما الثقلان فأحدهما كتاب الله عز وجل، والآخر عترة النبي وأهل بيته عليهم السلام، وهما أجل الوسائل وأكرم الشفعاء عند الله عز وجل " 1.
ولا يخفى أن هذا الحديث قسم من حديث " الرايات الخمس " وقد روي بتمامه عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الباب التاسع والستين بعد المائة من كتاب (اليقين) لكن الحافظ الكنجي - أو غيره من مشايخ الحديث من أهل السنة - اختصره، فرواه بهذا السياق الوجيز.
لكنه - مع ذلك - يكفي لظهور الحق وزهوق الباطل، ولا يبقى بعده شك في وجوب متابعة أهل البيت عليهم السلام في جميع الأمور ومن جميع الجهات وثبوت إمامتهم العامة وخلافتهم المطلقة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن العاقبة لمن قال بذلك دون غيرهم.
(قال الميلاني): هذا آخر الكلام في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بحديث السفينة... والحمد لله على إتمامه، ونسأله تعالى أن يتقبل هذا العمل وأن يوفقنا لأمثاله مما يحب ويرضى بمحمد وآله الطاهرين..