8 - سائر الأئمة المعصومين (ع) قال الفخر الرازي " والعجب أنهم يزعمون في التقي والنقي والحسن العسكري أنهم كانوا عالمين بجميع المسائل الأصولية والفرعية جملها وتفاصيلها، مع أنهم كانوا في زمان كثر خوض العلماء في أصناف العلوم وكثرت تصانيفهم ومع ذلك فلم يظهر من أحد منهم شئ من العلوم لا بالقليل ولا بالكثير، ولم يحضروا محفلا، ولا تكلموا في شئ من المسائل مع المخالفين، ولم يظهر منهم تصنيف منتفع به، كما ظهر من الشافعي رضي الله عنه ومحمد بن الحسن رحمة الله عليه وغيرهما من الفقهاء والمتكلمين والمفسرين " 1.
وقال ابن تيمية: " الثالث أن يقال: القول بالرأي والاجتهاد والقياس والاستحسان خير من الأخذ بما ينقله من يعرف بكثرة الكذب عمن يصيب ويخطئ نقل غير مصدق عن قائل غير معصوم، ولا يشك عاقل أن رجوع مثل مالك وابن أبي ذئب وابن الماجشون والليث بن سعد والأوزاعي والثوري وابن أبي ليلى وشريك وأبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن وزفر والحسن بن زياد واللؤلؤي والشافعي والبويطي والمزني وأحمد بن حنبل وأبي داود السجستاني والأثرم وإبراهيم الحربي والبخاري وعثمان بن سعيد الدارمي وأبي بكر بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري ومحمد بن نصر المروزي وغير هؤلاء إلى اجتهادهم واعتبارهم - مثل أن يعلموا سنة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه ويجتهدوا في تحقيق مناط الأحكام وتنقيحها وتخريجها - خير لهم من أن يتمسكوا بنقل الروافض عن العسكريين وأمثالهما، فإن الواحد من هؤلاء لا علم بدين الله ورسوله من العسكريين أنفسهما، فلو أفتاه أحدهما بفتيا كان رجوعه إلى اجتهاده