قال: ما كانوا يسألون إلا عما ينفعهم " 1.
أقول: وهذا يكشف عن عدم عنايتهم بالأحكام الشرعية، وإلا لسألوه صلى الله عليه وسلم منتهزين فرصة وجوده بين أظهر هم. هذا شأن هؤلاء القوم، ومعه كيف يقال بأنهم متبعون فيما كان غير منصوص في الكتاب والسنة؟
19 خفاء الأمور والأحكام الواضحة عليهم لقد خفي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أوضح أموره وهم حواليه صلى الله عليه وسلم وحاضرون عنده.
قال ولي الله: " ومنها اختلاف الوهم في التعبير، مثاله أن رسول الله حج، فرآه الناس، فذهب بعضهم إلى أنه كان متمتعا، وبعضهم إلى أنه كان قارنا، وبعضهم إلى أنه كان مفردا " 2.
وإذا كان هذا حالهم فلا يستحقون قطعا لأن يكونوا هداة الأمة من بعده.
وقال الحافظ ابن عبد البر: " قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله أن محمد بن معاوية القرشي أخبرهم قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا عبد الحميد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا عطاء بن أبي رباح قال سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أصابه احتلام، فأمر بالاغتسال فقر فمات، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قتلوه قتلهم الله، ألم يكن شفاء العي السؤال؟. " 3.