بل لقد ترك الأصحاب كتاب الله على عهد عمر بن الخطاب حتى ذمهم عليه، فقد قال الحافظ ابن حزم: " أخبرني أحمد بن عمر العذري، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البلوي غندر، ثنا خلف بن قاسم ثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النظري الدمشقي ثنا أبو مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد بن أخت نمر: أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: إن حديثكم شر الحديث، [و] إن كلامكم شر الكلام، فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل:
قال فلان، وقال فلان، ويترك كتاب الله، من كان فيكم [منكم] قائما فليقم بكتاب الله وإلا فليجلس. فهذا قول عمر لا فضل قرن على وجه الأرض فكيف لو أدرك ما نحن فيه من ترك القرآن وكلام محمد صلى الله عليه وسلم والاقبال على ما قال مالك وأبو حنيفة والشافعي؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل، وإنا لله وإنا إليه راجعون " 1.
وقد رواه ابن القيم عن أبي زرعة كذلك، وعلق عليه بمثل كلام ابن حزم المذكور 2.
18 ابن عباس: ما سألوا النبي إلا عن ثلاث عشرة مسألة عن ابن عباس قال: " ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن، منهن: " يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه " و " يسئلونك عن المحيض ".