ومن الغريب قول (الدهلوي) في حاشية (التحفة) في هذا المقام:
فإن قلت: اجتهاد بعض الصحابة خطأ بيقين، فكيف وعد الهداية في اتباعهم جميعا؟.
قلنا: محل اتباعهم ما كان غير منصوص في الكتاب والسنة، ولا شبهة أن تيقن الخطأ إنما يكون في المنصوصات، وهي ليست محلا لاتباعهم.
والحاصل: إن اتباعهم دليل الهداية ما لم يظهر خطؤهم بمقتضى الكتاب والسنة، فلا إشكال. شرح الإرشاد.
أقول: وهذا الكلام مردود بوجوه:
1 - المخطئ لا يكون هاديا من كان اجتهاده خاطئا بيقين لا يجوز أن يكون هاديا.
2 - الخطأ في غير المنصوصات أكثر إذا كان بعضهم يخطأ في اجتهاده فيخالف منصوصات الكتاب، فإنه يكون خطؤه في غير المنصوصات أكبر وأكثر.