أبو يوسف ومحمد رحمهما الله في كراهة ذلك.
ومسروق من علماء التابعين، وكان يزاحم الصحابة رضي الله عنهم في الفتوى، وقد رجع ابن عباس إلى قوله في مسألة النذر بذبح الولد، ولكن مع هذا قول معاوية رضي الله عنه مقدم على قوله، وقد كانوا في المجتهدات يلحق بعضهم الوعيد بالبعض، كما قال علي رضي الله عنه: من أراد أن يقتحم جراثيم جهنم فليقل في الجد يعني بقول زيد رضي الله عنه -.
وإنما قلنا هذا لأنه لا يظن بمسروق رحمه الله أنه قال في معاوية رضي الله عنه ما قال عن اعتقاد، وقد كان هو من كبار الصحابة رضي الله عنهم وكان كاتب الوحي وكان أمير المؤمنين، وقد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملك ، فقال له عليه السلام يوما: إذا ملكت أمر أمتي فأحسن إليهم، إلا أن نوبته كانت بعد انتهاء نوبة علي رضي الله عنه ومضي مدة الخلافة، فكان مخطئا في مزاحمة علي رضي الله عنه تاركا لما هو واجب عليه من الانقياد له، لا يجوز أن يقال فيه أكثر من هذا.
ويحكى أن أبا بكر محمد بن الفضل رحمه الله كان ينال منه في الابتداء، فرأى في منامه كأن شعرة تدلت من لسانه إلى موضع قدمه فهو يطؤها ويتألم من ذلك، ويقطر الدم من لسانه، فسأل المعبر عن ذلك فقال: إنك تنال من واحد من كبار الصحابة رضي الله عنه فإياك ثم إياك.
وقد قيل في تأويل الحديث أيضا: إن تلك التماثيل كانت صغارا لا تبدو للناظر من بعد، ولا بأس باتخاذ مثل ذلك على ما روي أنه وجد خاتم دانيال عليه السلام في زمن عمر رضي الله عته وكان عليه نقش رجل بين أسدين يلحسانه وكان على خاتم أبي هريرة ذبابتان، فعرفنا أنه لا بأس باتخاذ ما صغر من ذلك.
ولكن مسروقا رحمه الله كان يبالغ في الاحتياط، فلا يجوز اتخاذ شئ من