وإن اشتد جهده، وعظمت حيلته وكبرت مكايدته، أن يسبق ما سمي له في الذكر الحكيم. ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمي له في الذكر الحكيم.
أيها الناس إنه لن يزداد امرؤ تغييرا بحذقه، ولن ينقص امرؤ فقير لخرقه فالعالم بهذا العامل به، أعظم الناس راحة في منفعة، والعالم بهذا التارك له أعظم الناس شغلا في مضرة، ورب منعم عليه مستدرج بالاحسان إليه، ورب معذور في الناس مصنوع له، فارفق أيها الساعي من سعيك، وأقصر من عجلتك، وانتبه من سنة غفلتك، وتفكر فيما جاء عن الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله.
واحتفظوا بهذه الحروف السبعة، فإنها من أهل الحجى ومن عزائم الله في الذكر الحكيم، أنه ليس لأحد أن يلقى الله عز وجل بخلة من هذه الخلال، الشرك بالله فيما افترض أو شفاء غيظ بهلاك نفسه، أو آمر يأمر بعمل غيره واستنجح إلى مخلوقه باظهار بدعة في دينه، أو سره أن يحمده الناس بما لم يفعل والمتجبر المختال، وصاحب الأبهة (1).
عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تعالى وسع أرزاق المحقي ليعتبر العقلاء ويعلموا أن الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة (2).
64 - الاختصاص: قال الصادق عليه السلام: إذا كان عند غروب الشمس وكل الله بها ملكا ينادي أيها الناس أقبلوا على ربكم، فان ما قل وكفى خير مما كثر و ألهى، وملك موكل بالشمس عند طلوعها يا ابن آدم لد للموت وابن للخراب واجمع للفناء (3).
65 - قصص الأنبياء: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما سد الله على مؤمن رزقا يأتيه من وجه إلا فتح له من وجه آخر فأتاه، وإن لم يكن له