18 - تفسير العياشي: عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كنت مع أبي في الحجر فبينا هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه. ثم قال: إني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر، قال: ما هي؟ قال:
أخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ردت الملائكة فقالت " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون " فغضب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح - وهو البيت المعمور - مكثوا به يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك و رضي عنهم، فكان هذا أصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم، فقال: صدقت.
ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الأول، ثم قام الرجل، فقلت: من هذا الرجل يا أبه؟ فقال: يا بني هذا الخضر عليه السلام (1).
19 - علي بن الحسين في قوله " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " ردوا على الله فقالوا " أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء " وإنما قالوا ذلك بخلق مضى يعني الجان ابن الجن " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فمنوا على الله بعبادتهم إياه فأعرض عنهم، ثم علم آدم الأسماء كلها ثم قال للملائكة: " أنبئوني بأسماء هؤلاء قالوا لا علم لنا قال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم فأنبأهم، ثم قال لهم: اسجدوا لادم فسجدوا وقالوا في سجودهم في أنفسهم ما كنا نظن أن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا، نحن خزان الله وجيرانه وأقرب الخلق إليه، فلما رفعوا رؤوسهم قال: الله يعلم ما تبدون من ردكم علي وما كنتم تكتمون ظننا أن لا يخلق خلقا كريما أكرم عليه منا فلما عرفت الملائكة أنها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش وإنها كانت عصابة من الملائكة وهم الذين كانوا حول العرش لم يكن جميع الملائكة الذين قالوا ما ظننا أن