بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٣ - الصفحة ٩٠
بينهم، فتسلم عليهم ولا تخدج بالتحية لهم (1).
ثم تقول: عباد الله أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لاخذ منكم حق الله في أموالكم فهل لله في أموالكم من حق فتؤدوه إلى وليه؟ فان قال قائل: لا، فلا تراجعه، وإن أنعم لك منعم (2) فانطلق معه، من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه، أو ترهقه (3) فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة.
وان كانت له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا باذنه، فان أكثرها له، فإذا أتيتها فلا تدخلها دخول متسلط عليه، ولا عنيف به، ولا تنفرن بهيمة، ولا تفزعنها، ولا تسوءن صاحبها فيها، واصدع المال صدعين ثم خيره، فإذا اختار فلا تعرضن لما اختار [ثم اصدع الباقي صدعين ثم خيره فإذا اختار فلا تعرضن لما اختار] (4) فلا تزال بذلك حتى يبقى ما فيه وفاء لحق الله في ماله، فاقبض حق الله منه، فان استقالك فأقله ثم اخلطهما ثم اصنع مثل الذي صنعت أولا حتى تأخذ حق الله في ماله، ولا تأخذن عودا ولا هرمة ولا مكسورة ولا مهلوسة (5) ولا ذات عوارة.
ولا تأمنن عليها إلا من تثق بدينه، رافقا بمال المسلمين، حتى يوصله إلى وليهم فيقسمه بينهم، ولا توكل بها إلا ناصحا شفيقا، وأمينا حفيظا، غير معنف ولا مجحف، ولا ملغب ولا متعب (6) ثم أحدر إلينا ما اجتمع عندك، نصيره

(1) يعنى أكمل لهم التحية وافرة، ولا تنقص.
(2) أنعم: أي قال نعم.
(3) يقال: عسف السلطان: ظلم، وفلانا: استخدمه وكلفه، وأعسف الرجل: أخذ غلامه بعمل شديد، ويقال: رهق: ركب الشر والظلم وغشى المحارم، وكذب وعجل ويقال: لا ترهقني لا أرهقك الله: أي لا تعسرني ولا تحملني مالا أطيق.
(4) العود - بالفتح - المسن من الإبل والشاة، وهو الذي جاوز في السن البازل والمخلف، والمهلوسة: التي أضربها السن وأذابها، فهي تأكل ولا يرى أثر ذلك في جسمه.
(5) ما بين العلامتين، ساقط من الكمباني.
(6) المعنف الذي لا رفق في سوءته، والمجحف، الذي يسوقها سوقا شديدا كالسيل الجحاف، والملغب: الذي يشتد السير بدابته أو يحملها أكثر ما تقدر على حمله فتنصب الدابة وتعيى أشد التعب. فهي لاغبة.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست