إذا نزل بك كلب الزمان وقحط الدهر فعليك بذوي الأصول الثابتة، والفروع النابتة، من أهل الرحمة، والايثار والشفقة، فإنهم أقضى للحاجات، وأمضى لدفع الملمات، وإياك وطلب الفضل، واكتساب الطساسيج، والقراريط (1).
من ذوي الأكف اليابسة، والوجوه العابسة، فإنهم إن أعطوا منوا، وإن منعوا كدوا ثم أنشأ يقول:
واسأل العرف إن سألت كريما * لم يزل يعرف الغنا واليسارا فسؤال الكريم يورث عزا * وسؤال اللئيم يورث عارا وإذا لم تجد من الذل بدا * فالق بالذل إن لقيت الكبارا ليس إجلالك الكبير بعار * إنما العار أن تجل الصغارا وقال النبي صلى الله عليه وآله: اطلبوا المعروف والفضل من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم والخلق كلهم عيال الله وإن أحبهم إليه أنفعهم لخلقه، وأحسنهم صنيعا إلى عياله وإن الخير كثير وقليل فاعله.