الأذى بمثله من غير إذان الحاكم وإثباته عنده، وكذا القصاص إلا أن يكون جرحا لا يجري فيه القصاص أو ضربا لا يمكن حفظ المثل أو فحشا لا يجوز القول والتلفظ به مما يقولون بعدم جوازه مطلقا مثل الرمي بالزنا (1).
ويدل عليه أيضا قوله سبحانه " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " (2) قال في المجمع قيل: نزلت لما مثل المشركون بقتلى أحد وحمزة رضي الله عنهم وقال المسلمون لئن أمكننا الله منهم لنمثلن بالاحياء فضلا عن الأموات، وقيل إن الآية عامة في كل ظلم كغصب أو نحوه، فإنما يجازي بمثل ما عمل " ولئن صبرتم " أي تركتم المكافاة والقصاص، وجرعتم مرارته " لهو خير للصابرين ".
ويدل عليه أيضا قوله سبحانه " والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون " (3) في المجمع أي ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا، وقيل جعل الله المؤمنين صنفين:
صنف يعفون في قوله " وإذا ما غضبوا هم يغفرون " وصنف ينتصرون، ثم ذكر تعالى حد الانتصار، فقال " وجزاء سيئة سيئة مثلها " قيل: هو جواب القبيح إذا قال أخزاك الله تقول أخزاك الله من غير أن تعتدي، وقيل يعني القصاص في الجراحات والدماء وسمي الثانية سيئة على المشاكلة " فمن عفى وأصلح فأجره على الله " أي فمن عفى عما له المؤاخذة به وأصلح أمره فيما بينه وبين ربه فثوابه على الله " إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " معناه من انتصر لنفسه وانتصف من ظالمه بعد ظلمه، أضاف الظلم إلى المظلوم أي بعد أن ظلم وتعدي عليه فأخذ لنفسه بحقه فالمنتصرون ما عليهم من إثم وعقوبة وذم " إنما السبيل " أي الاثم والعقاب " على الذين يظلمون الناس " ابتداء " و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم " أي مؤلم " ولمن صبر " أي تحمل المشقة في رضا الله وغفر فلم ينتصر " إن ذلك " الصبر والتجاوز " لمن عزم الأمور " أي من ثابت الأمور التي أمر الله بها فلم تنسخ، وقيل عزم الأمور هو