أذن بالشئ إذا علم به، وتنكير حرب للتعظيم، وذلك يقتضي أن يقاتل المربي بعد الاستتابة حتى يفئ إلى أمر الله كالباغي، ولا يقتضي كفره (1) وفي المجمع:
أي فأيقنوا واعلموا بقتال من الله ورسوله، ومعنى الحرب عداوة لله ورسوله، وهذا إخبار بعظم المعصية، وقال ابن عباس وغيره: إن من عامل بالربا استتابه فان تاب وإلا قتله انتهى (2).
وأقول: في الخبر يحتمل أن يكون كناية عن شدة الغضب بقرينة المقابلة أو المعنى أن الله يحاربه أي ينتقم منه في الدنيا والآخرة، أو من فعل ذلك فليعلم أنه محارب لله كما سيأتي " فقد بارزني بالمحاربة " (3) وقيل: الامر بالعلم ليس على الحقيقة، بل هو خبر عن وقوع المخبر به، على التأكيد، وكذا " وليأمن " إخبار عن عدم وقوع ما يحذر منه على التأكيد، والمراد بالمؤمن مطلق الشيعة، أو الكامل منهم كما يومئ إليه " عبدي " وعلى الأول المراد بالايذاء الذي لم يأمر به الشارع كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمراد بالاكرام الرعاية والتعظيم خلقا وقولا وفعلا، منه جلب النفع له، ودفع الضرر عنه.
" ولو لم يكن " (كان) تامة، والمراد بالخلق سوى الملائكة والجن وقوله مع إمام إما متعلق بلم يكن، أو حال عن المؤمن، وعلى الأخير يدل على ملازمته للامام، والمراد بالاستغناء بعبادة مؤمن واحد مع أنه سبحانه غني مطلق لا حاجة له إلى عبادة أحد، قبول عبادتهما والاكتفاء بهما، لقيام نظام العالم، وكأن كون المؤمن مع الامام أعم من كونه بالفعل أو بالقوة القريبة منه، فإنه يمكن أن يبعث نبي ولم يؤمن به أحد إلا بعد زمان كما مر في باب قلة عدد المؤمنين أن إبراهيم عليه السلام كان يعبد الله ولم يكن معه غيره، حتى آنسه الله بإسماعيل وإسحاق وقد مر الكلام فيه، وقيل: المقصود هنا بيان حال هذه الأمة، فلا ينافي الوحدة في الأمم السابقة، وأرضين بتقدير سبع أرضين وانس إما مضاف إلى سواهما، أو منون، وسواهما للاستثناء.