سفينة نوح مأمورة وطافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت منى في أيامها ثم رجعت السفينة وكانت مأمورة، وطافت بالبيت طواف النساء (1) فهذا الخبر كالتفسير لخبر المتن.
وفي القاموس " طاولني فطلته " كنت أطول منه في الطول والطول جميعا " وتطاول تطالل، واستطال امتد وارتفع وتفضل وتطاول، وقال: شمخ الجبل:
علا وطال والرجل بأنفه تكبر انتهى، وهذه الجملة إما على الاستعارة التمثيلية إشارة إلى أن الناس لما ظنوا وقوعها على أطول الجبال وأعظمها ولم يظنوا ذلك بالجودي، وجعلها الله عليه، فكأنها تطاولت وكأن الجودي خضع، فإذا كان التواضع الخلقي مؤثرا " في ذلك فالتواضع الإرادي أولى بذلك، ويحتمل أن يكون الله تعالى أعطاها في ذلك الوقت الشعور وخاطبها للمصلحة فالجميع محمول على الحقيقة، وقد يقال: للجمادات شعور ضعيف بل لها نفوس أيضا وفهمه مشكل وإن أومأ إليه بعض الآيات والروايات.
قوله عليه السلام: " وهو جبل عندكم " أقول: في تفسير العياشي وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له: الجودي (2) وأقول: قد مر تفسير الجودي والأقوال فيه وسائر ما يتعلق بتلك القصة في كتاب النبوة، والجؤجؤ كهدهد الصدر، واللام في الجبل للعهد أي الجودي وكأنه كان ظهر في السفينة اضطراب عند الوقوع على الجودي خافوا منه الغرق فلذا شرع عليه السلام في التضرع والدعاء كما روى علي بن إبراهيم في حديث طويل عن الصادق عليه السلام إلى أن قال: فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا " ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء قال: فرفع نوح يده ثم قال: يا رهمان اتقن وتفسير هارب أحسن فأمر الله الأرض أن تبلع ماءها (3).
وروى الصدوق في العيون (4) وغيره عن الرضا عليه السلام أن نوحا عليه السلام لما