والمفاتيح جمع المفتاح كالمفاتح جمع المفتح، والمفاتيح يمكن حملها على الحقيقة أي أتى بآلة يمكن بها التسلط على خزائن الأرض والاطلاع عليها، أو يكون تصويرا لتقدير ذلك، وتحقيقا للقول بأنك إذا اخترت ذلك كان سهل الحصول لك كهذه المفاتيح تكون بيدك فتفتح بها، أو يكون الكلام مبنيا على الاستعارة أي أتى بأمور يتيسر بها الملك وعبر عنها بالمفتاح مجازا كخاتم سليمان، وبساطه مثلا، وأشباه ذلك مما يسهل معه الاستيلاء على جميع الأرض، أو العلم بطريق الوصول إليها والقدرة عليها.
28 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلم على من تلقى وأن تترك المراء وإن كنت محقا ولا تحب أن تحمد على التقوى (1).
بيان: " بالمجلس دون المجلس " أي ترض بمجلس هو أدون من المجلس الذي هو لائق بشرفك بحسب العرف أو يجلس أي مجلس اتفق، ولا تتقيد بمجلس خاص، والأول أظهر " على من تلقى " أي على كل من تلقاه أي من المسلمين واستثني منه التسليم على المرأة الشابة إلا أن يأمن على نفسه وسيأتي تفصيل ذلك في أبواب العشرة إنشاء الله " وأن تترك المراء " أي المجادلة والمنازعة، وأما إظهار الحق بحيث لا ينتهي إلى المراء فهو حسن، بل واجب، وقيل: إذا كان الغرض الغلبة والتعجيز يكون مراء، وإن كان الغرض إظهار الحق فليس بمراء قال في المصباح: ماريته اماريه مماراة ومراء جادلته، ويقال: ماريته أيضا إذا طعنت في قوله تزييفا للقول وتصغيرا للقائل، ولا يكون المراء إلا اعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء واعتراضا انتهى " ولا تحب أن تحمد على التقوى " فان هذا من آثار العجب وينافي الاخلاص في العمل كما مر.
29 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام أن يا موسى