أين تعلمون دخول قوله في جملة أقوال الأمة؟ وهلا جاز أن يكون قوله منفردا عنهم فلا تتيقنون (1) بالاجماع؟ قلنا: المعصوم إذا كان من جملة علماء الأمة فلا بد أن يكون قوله موجودا في جملة أقوال العلماء، لأنه لا يجوز أن يكون [قوله] منفردا مظهرا للكفر، فإن ذلك لا يجوز عليه، فإذا لا بد أن يكون قوله في جملة الأقوال وإن شككنا في أنه الامام فإذا اعتبرنا أقوال الأمة ووجدنا بعض العلماء يخالف فيه فإن كنا نعرفه ونعرف مولده ومنشأه لم نعتد بقوله، لعلمنا أنه ليس بإمام، وإن شككنا في نسبه لم يكن المسألة إجماعيا، فعلى هذا أقوال العلماء من الأمة اعتبرناها فلم نجد فيهم قائلا بهذا المذهب الذي هو مذهب الكيسانية أو الواقفية، وإن وجدنا فرضا واحدا أو اثنين فإنا نعلم منشأه ومولده، فلا يعتد بقوله، واعتبرنا أقوال الباقين الذين نقطع على كون المعصوم فيهم، فسقطت هذه الشبهة على هذا التحرير وبان وهنها (2).
14 - الخرائج: عن دعبل الخزاعي قال: حدثنا الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: كنت عند [أبي] الباقر عليه السلام إذ دخل عليه جماعة من الشيعة وفيهم جابر بن يزيد، فقالوا: هل رضي أبوك علي (3) بإمامة الأول والثاني؟ قال: اللهم لا، قالوا: فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذا لم يرض بإمامتهم؟ فقال الباقر عليه السلام امض يا جابر بن يزيد إلى منزل جابر بن عبد الله الأنصاري فقل له: إن محمد بن علي يدعوك، قال جابر بن يزيد، فأتيت منزله وطرقت عليه الباب، فناداني جابر ابن عبد الله الأنصاري من داخل الدار: اصبر يا جابر بن يزيد، فقلت في نفسي:
أين (4) علم جابر الأنصاري أني جابر بن يزيد ولا يعرف الدلائل إلا الأئمة من آل محمد عليهم السلام؟ والله لأسألنه إذا خرج إلي، فلما خرج قلت له: من أين علمت أني