من رطب ويابس وسخن وبارد وذلك أني خلقته من تراب وماء ثم جعلت فيه نفسا وروحا فيبوسة كل جسد من قبل التراب ورطوبته من قبل الماء وحرارته من قبل النفس وبرودته من قبل الروح ثم خلقت في الجسد بعد هذا الخلق الأول، أربعة وهن ملاك الجسد وقوامه بإذني، لا يقوم الجسد إلا بهن ولا تقوم منهن واحدة إلا بالأخرى، ومنها المرة السوداء والمرة الصفراء والدم والبلغم.
ثم أسكنت بعض هذا الخلق في بعض فجعل مسكن اليبوسة في المرة السوداء ومسكن الرطوبة، في المرة الصفراء ومسكن الحرارة في الدم ومسكن البرودة في البلغم فأيما جسد اعتدل فيه هذه الأنواع الأربع التي جعلتها ملاكه وقوامه فكانت كل واحدة منهن ربعا لا تزيد ولا تنقص، كملت، صحته واعتدل بنيانه فإن زاد منهن واحدة عليهن فقهرتهن ومالت بهن، دخلت على البدن السقم من ناحيتها بقدر ما زادت وإن كانت ناقصة تقل عنهن حتى تضعف عن طاقتهن وتعجز عن مقارنتهن وجعل عقله في دماغه وسره (1) في كليتيه وغضبه في كبده وصرامته في قلبه ورغبته في ريته وضحكه في طحاله وفرحه وحزنه وكربه في وجهه وجعل فيه ثلاثمائة وستين مفصلا.
(2904) 13 - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن شعيب، قال: