بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن السكوني قال: قال أبو عبد الله (ع): إنما صار الإنسان يأكل ويشرب بالنار ويبصر ويعمل بالنور و يسمع ويشم بالريح ويجد الطعام والشراب بالماء ويتحرك بالروح ولولا أن النار في معدته ما هضمت أو قال: ما حطمت الطعام والشراب في جوفه ولولا الريح ما التهب نار المعدة ولا خرج الثفل من بطنه ولولا الروح ما تحرك ولا جاء ولا ذهب ولولا برد الماء لأحرقته نار المعدة ولولا النور ما أبصر ولا عقل.
فالطين صورته والعظم في جسده بمنزلة الشجر في الأرض، والدم في جسده بمنزلة الماء في الأرض ولا قوام للأرض إلا بالماء ولا قوام لجسد الإنسان إلا بالدم والمخ في دسم الدم وزبده فكذا الإنسان خلق من شأن الدنيا وشأن الآخرة (1) فإذا جمع الله بينهما صارت حياته في الأرض، لأنه نزل من شأن السماء إلى الدنيا، فإذا فرق الله بينهما صارت تلك الفرقة الموت، ترد شأن الآخرة إلى السماء فالحياة في الأرض والموت في السماء، وذلك أنه يفرق بين الأرواح والجسد فردت الروح والنور إلى القدرة الأولى وترك الجسد، لأنه من شأن الدنيا، وإنما فسد الجسد في الدنيا لأن الريح تنشف الماء فييبس، فيبقى الطين فيصير رفاتا، ويبلى ويرجع كل إلى جوهره الأول وتحركت الأرواح فالنفس حركتها من الريح، الحديث.
(2101) 10 - وعن ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن