مدة أبيه ولم يتفرغ من الطوائف الثلاث بخلاف النبي صلى الله عليه وآله.
قالوا: لم يعثر لعمر على تقصير في ولاية قلنا: لو لم يكن إلا ما اتفق عليه من خطائه في الأحكام واستفتائه غيره من الأنام، حتى اشتهر في الجماعات قوله: (كل أفقه من عمر حتى المخدرات (1) وحظ الإمامة في المعرفة بالأحكام، والافتاء في الحلال والحرام، وليس كل خطأ يرجع إلى حسن السياسة في الأعمال، والاستظهار في جباية الأموال، وتمصير الأمصار، ووضع الأعشار.
قالوا: قال النبي صلى الله عليه وآله: إن وليتموها عمر تجدوه قويا في ذات الله قويا في بدنه، وهذا يدل على صلاحه وتوليته، قلنا: هو من أخباركم الآحاد، دون صحته خرط القتاد، إذ لو صح لاقتضى تفضيل عمر على أبي بكر، ولأحتج به على الجماعة لما قالوا: وليت علينا فظا غليظا، بأن يقول: بل من شهد له النبي بالقوة.
ومنها: أنه خالف المشروع فقطع يسار سارق، وأحرق السلمي بالنار مع قول النبي صلى الله عليه وآله: (لا يعذب بالنار إلا رب النار) ولم يعرف ميراث الجدة ولا الكلالة، وقال: أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، وفي هذا تجويز كون الحاكم جاهلا وصبيا ومجنونا، وغير ذلك من وجوه النقص، إذا كان الحكم بالخبط والاتفاق، ولا يخفى ما فيه من تعطيل أحكام الله بالاطلاق.
قالوا: فعلي عذب بالنار قلنا: لم يقل النبي: أقضاكم أبو بكر، الحق يدور مع أبي بكر، أنا مدينة العلم وأبو بكر بابها، وغير ذلك كما قال في علي وعلمنا بأنه ما عذب بالنار، إلا بعهد من النبي، فلا يقاس على الولي، بالشاهد على نفسه بإعتراء الشيطان الغوي، وفي هذا الباب أمور أخر تدل على الضلالة تركناها خوف الإطالة، وما أحسن ما روت العباسة من شعر أبيها السيد الحميري: