قلت أنا: إنما استغنى الراوي بها - والله أعلم - لعلمه أن الدرع لا يستوي إلا على الإمام دون باقي الناس، كما لم يستو درع النبوة إلا على داود ما خلا سائر الناس، ولعل هذا الدرع كان من جملة العلائم التي يعلم بها الإمام السابق الإمام اللاحق.
وروى عبد الأعلى عن العيص بن المختار قال: قلت للصادق عليه السلام: خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟ فدخل وأخرج موسى غلاما وقال: هذا صاحبكم فتمسكوا به.
وأسند ابن أبي نجران إلى عيسى بن عبد الله قال: قلت للصادق عليه السلام: إن كان كون ولا أراني الله ذلك فبمن أئتم؟ فأومأ بيده إلى موسى ابنه، قلت: فإن حدث بموسى حدث؟ قال: بولده، قلت: فإن حدث بولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا؟ قال: بولده ثم هكذا أبدا.
وروى ابن مسكان عن سلمان ابن خالد قال: دعا الصادق يوما الكاظم عليهما السلام وقال لنا: عليكم بهذا بعدي فهو والله صاحبكم.
وأسند محمد بن يعقوب متصلا إلى معاذ بن كثير قال: قلت للصادق عليه السلام:
أسأل الله الذي رزقك من أبيك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات؟
فقال عليه السلام: قد فعل الله ذلك، قلت: من هو؟ قال: هذا ابني موسى وأشار إليه و هو راقد غلاما.
وبالإسناد الوكيد إلى محمد بن الوليد قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول لجماعة من خاصته: استوصوا بابني موسى خيرا فإنه أفضل ولدي، ومن أخلف بعدي والقائم مقامي، والحجة على كافة الخلق بعدي، ونحو هذا عن المفضل بن عمر ومعاذ بن كثير ويعقوب السراج وصفوان الجمال وغيرهم.
وروى المفضل أيضا عن طاهر قال: رأيت الصادق عليه السلام يعظ ابنه عبد الله و يلومه ويقول له: ما يمنعك أن تكون مثل أخيك، والله إني لأعرف النور في وجهه قال عبد الله: كيف وأبي وأبوه واحد؟ فقال عليه السلام: إنه من نفسي وأنت ابني.
وروى ابن سنان عن السراج قال: قال لي الصادق عليه السلام: ادن فسلم على