منها أن أبانا أبا طالب أخف أهل النار عذابا وفي قدميه نعلان يغلى منهما دماغه فكتب:
دعوا الأسد تربغ في غابها * ولا تدخلوا بين أنيابها سلبنا أمية في دارها * فنحن أحق بأسلابها قلنا: هذا كذب صريح، وكيف يفتخر برجل كافر يعذب بنوع من العذاب والشعر الأول المذكور للمعتز وهو بعد المنصور بثمانية وستين سنة سيما ذكره صاحب المنتظم في المجلد الثامن والخبر لم يروه سوى المغيرة بن شعبة، وهو عندكم فاسق مشهور بالزنا وبعداوة بني هاشم، وهو الذي حث عائشة على حرب علي عليه السلام بالبصرة.
ومن أحاديث كتاب الحجة أن رجلا قال لعلي: أبوك يعذب في النار فقال له: مه والله لو شفع أبي في كل مذنب لشفعه الله كيف ذلك وأنا قسيم الجنة والنار، وقال الرضا عليه السلام: إن لم تقر بإيمان أبي طالب، لكان مصيرك إلى النار.
وزوجته فاطمة بنت أسد مؤمنة صالحة، لم تزل عنده حتى مات، مع نهي الله رسوله في غير آية أن [تبقى] مؤمنة عند كافر.
وعن الأئمة عليهم السلام أن النبي صلى، الله عليه وآله قال: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة يعني أبا طالب لأنه كفله صلى، الله عليه وآله.
وقد أخرج في جامع الأصول أنه لما مات أوحى الله تعالى إلى نبيه محمد صلى، الله عليه وآله أن اخرج، فقد مات ناصرك، ولما نثروا الكروش عليه، غضب أبو طالب وخرج إلى الأبطح ونادى بعد جمع الناس: من أرى فعل بمحمد هذا وقد خرست الألسن من هيبته، فلم يجبه أحد فدفع كرشا إلى عبيدة فلطخ بها شواربهم ثم حلف برب البيت لئن أقمتم على إنكاركم لأفعلن بكم أشد من هذا، فجاؤه بالفاعل فنكل به، و أطاف به بلد مكة ثم قطعه قطعا ورماه بينهم.
فهذه جمل من رواية المخالف وغيره، تمنع ملأ تقول بكفره وتجمع بكفر من قال بكفره، ولو كانت مدافعته لا تدل على إسلامه، لا تدل مدافعة جيوش النبي