بسم الله الرحمن الرحيم الله أحمد حمدا لا يضاهي على وجوب وجوده وإياه أشكر شكرا لا يتناهى على إفاضة خيره وجوده الذي من أتمه الاغتراف من مناهل عدله ومن أهمه الاعتراف بصدق رسله ومن أجمله الإيمان بخلافة أوصيائه ومن أكمله عرفان ما اختصهم به من صفات أنبيائه ومن أعمه اعتقاد ما أنزل فيهم من الآيات المحكمات ومن أتمه نصوص نبيه عليهم في الروايات المشهورات والاغراق فيما جاء من الله ورسوله في قيام خاتمهم والاشراق بما أظهر الأنام من فضايحهم (2) ظالمهم والمجادلة لنصرة دينهم الذي هو الحق اليقين والمحاولة لرد شبهات المنافقين والتسرع إلى تخطية أيمة الضلال والتسرع في تصحيح؟ شرايع خير الآل فله الفضل الأشمل بما خلصنا من العلايق الدنية الجسمانية ومنه الطول الأكمل بما نجانا من العوايق الردية الظلمانية وبما أرسل على أرواحنا من شوارق أنواره وبما أسجل على نفوسنا من بوارق آثاره إنه الكريم المفضال ذو العز والجلال أما بعد فلما كان كمال الإيمان بمعرفة أئمة الأزمان بمنطوق شريف القرآن وجب صرف الهمة إليها في كل أوان لوجوب الاستمرار على الإيمان في كل آن وقد صنف علماؤنا رضوان الله عليهم في ذلك كتبا مقررة وألف فضلاؤنا في الرد على مخالفيهم أقوالا محررة وأجالوا في الحقايق والدقايق خواطرهم وأحالوا عن العلايق والعوايق نواظرهم ونصبوا في ذلك رايات المعقول والمسموع وأوضحوا آيات المستنبط المطبوع غير حايدين عن رواية الصدق المبين وغير ما يلين عن رعاية الحق اليقين فيستضي المتعرف بأنوار مصنفاتهم ويرتدي المتحرف بأسرار بيناتهم فأحببت أن أضع في ذلك كتابا متوسطا بين الخفيف والثقيل وأجمع من كتب الفريقين ما يقيى عن التطويل وإن كان فيما وضعوا كفاية فهذا زيادة في الحسنى وفيما صنعوا هداية فهو تأكيد للمعنى وكيف لا تصرف العناية إلى قوم هم الأحبار الأشم والأبحار الأخصم أحد السببين الذين من اعتلق بهما فاز قداحه وثاني الثقلين الذين من تعلق بهما أسفر عن جميل السرى صباحه ولايتهم نجاة في الأولى والرقبى مودتهم واجبة قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فما من شرف تمد إليه الأبصار ولا من طرف يرتفع لديه (7) الأقدار ولا بالله تعظيم فيه الأخطار ولألباب تقحم به الآثار ألا وقد جازته قادات الأطهار وحازته سادات الأبرار مع سعي المعاندين في إطفاء نورهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره وبغي الجاحدين صورة فتوغرافية من الصفحة الأولى للنسخة التي كانت هي الأصل عند الطباعة تاريخ كتابتها 1080 ه.
(٢)