ليل أو نهار أو سهل أو جبل الا أخبرتكم ومما يلحق بهذا قوله عليه السلام لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوارة بتوراتهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وغيره خفى عنه لفظة عربية في الكتاب المنزل على النبي المبعوث إليه فاعتبر هذا المعنى لتثبت ما نبهت من الغبن في تقدم المشار إليه عليه غبن له حدق الانصاف ناكبة * عزوبها الدهر بالجريال تنسكب ومما يلحق بهذا ما روى من أن الفضل بن مروان كاتب الحسن بن وهب قرأ على المعتصم كتابا فسأله عن الكلاء فقال لا أدري فقال سل عنه فلما سأل عنه رجع إلى المعتصم فقيل سألت عنه فقال هو العشب فامر له بمائة ألف درهم فانصرف إلى الحسن بن وهب فأخبره فقال له الحسن لو ضربك مائة الف سوط على قلة فهمك كان أعود عليك مما أعطاك على جهلك قال عبد الله بن إسماعيل ان الحسن استفظع وانف أن يكون كاتب من كتابه بجهل ما جهله من معنى الكلمة العربية وهما بعيدا العهد من مخالطة أربابها وكاتبه تبع تبع لبعض البريد فاستحسن العقلاء الاستفظاع وساعدوا عليه ورأوا الفضل بمقام نقص فيما انتهت حاله إليه فكيف ولا يأنف مالك البرية من أن يلي أكمل مراتب خدمته جاهل بكلمة من لغة قومه وقبيلته وهذا أيضا يؤكد الغبن لعارف المسلمين وخطيبهم وفصيح قريش ونجيبهم مقلد الحق أعناق بعيدهم وقريبهم بما شرع
(١١)