ان الفهم بطئي إذ مع كون الإرادة الإلهية متعلقة بالافهام ما فهم من فهم ولا دري من دري فكيف به عند شئ لا يقترن بهذا الإرادة الموقظة عن الأذهان الهادية إلى سبيل البيان ثم إن الامر في الآية جلي منصوص عليه فيها وهو ان الكلالة الاخوة حسب ما تضمنته الآية وأوضحته وان قيل إنما التبس عليه بمجرد اللغة فيها قلت ممنوع لان أبا بكر كان يقول الكلالة من عدا الولد وكان عمر يقول من عدا الولد والولد فالا شكال عليه إنما كان في موضع الوضوح لا فيما عداه وأيضا فان بعض الأشياخ الفاضلين حكى عنه لما جرى حديث الأب عنده قال وما هذا التكلف إذا عرفت هذا وما قبله بان لك ان المعنى للمشتبه عليه هو حلي في الآية واضح في التنزيل اضربنا عن هذا فان الآية شارحة بنفسها للمراد من الكلالة وكفى بهذا في ايضاح المعنى منها والذي تقرر ان الاشكال على المشار إليه كان في غير موضحة حسب ما أشرت إليه كون رسول الله غلظ عليه سواله وطعن في فخذه فلو كان الامر محتملا للسؤال ما كان لطف الرسول ورأفته ومؤبد تسليكه قاضيا بالغيض والظعن الفخذه ثم إن الله تعالى لما عرف ما عزم عليه من تفسير الكلالة اخرج حية منعت من ذلك علما منه بما تؤل الحال من الخلل إليه وأزيدك في تعرف معنى الغبن فأقول ظاهر ولا خلاف في أن الثاني كان كثير التعلم من مولانا أمير المؤمنين عليه السلام والاخذ عنه والاستفادة منه تارة في التدبيرات الدنيوية وتارة في المسائل الشرعية اما في التدبيرات الدنيوية فإنه لما نخيل لعمر المسير
(١٤)