والناس كلهم يصلون بصلاة أبي بكر، فإن العقل ما يقتضي أن مسلما عارفا يكون بين يديه النبي وأبو بكر فيقتدي بأبي بكر ويترك الاقتداء بالنبي، ومن فعل ذلك من المسلمين فهو معدود من السفهاء الغافلين الذين لا يعتقد عاقل بايتمامهم وانفرادهم.
ومن طرائف ذلك شهادة عائشة ومن تابعها بأن المسلمين كانوا يقتدون في هذه الصلاة بأبي بكر، وهذا الاقتداء راجع نيات القلوب، فمن أين عرفت عائشة وأتباعها بواطن المصلين ممن اقتدوا لما خرج نبيهم محمد " ص " للصلاة؟ ثم إن تحكيم عائشة وأتباعها في ذلك ودعواها للاطلاع على بواطن المصلين من أعظم طرائف هؤلاء المسلمين، والمصدقين لها على صفات من الغفلات.
ومن طرائف الحديث المذكور أن كلما ذكره الحميدي في هذا الحديث من رواياتها يتضمن كتمانها لاسم علي بن أبي طالب عليه السلام حيث خرج نبيهم محمد " ص " يتوكأ عليه، وهذا تعصب عظيم عليه، فما سبب الحقد منها على علي بن أبي طالب عليه السلام؟ إن ذلك مما يقدح في روايتها عند ذوي البصائر والتجارب.
ومن طرائف الحديث المذكور أنها ذكرت أن نبيهم لما وجد في نفسه خفة خرج ليصلي بالناس، وهذا من العجائب، فإنه كيف جاز أن يقول عن نبيهم أو يصدقها أحد بأنه قد دخل وقت الصلاة وصلى أبو بكر والمسلمون ونبيهم لم يصل هو ولا العباس ولا الرجل الذي أخبر عبد الله بن العباس وغيره أنه علي بن أبي طالب، أفترى أن عائشة وأتباعها يقولون إن نبيهم محمد " ص " علم هو والذين كانوا معه دخل وقت الصلاة وصلى الناس ولم يصل بحسب حاله في مرضه ولا صلى العباس وعلي، أو يقولون إن المسلمين يعرفوه