ومن طرائف الحديث المذكور أنه لم يتضمن أن أحدا راجع النبي " ص " لما أمر أن يصلي أبوها بالناس.
334 - وقد ذكر الحميدي في جملة الحديث الثاني والسبعين في رواية هشام بن عروة عن أبيه عنها أنها راجعت النبي " ص " وقالت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء (1).
335 - وذكر الحميدي في جملة الحديث المذكور من رواية ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عائشة قالت: وما حملني على كثره مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا (2).
336 - وذكر الحميدي في الحديث المذكور من رواية الزهري عن أبي حمزه بن عبد الله بن عمر، عن عائشة أنها قالت: ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله " ص " (3).
(قال عبد المحمود): هذا عدة أعذار ومقالات تحتاج إلى عدة مقامات، ولا خلاف بين أهل الصدق منهم أن مقام الأمر بالصلاة كان مقاما واحدا، ففي أي ذلك صدقت عائشة، فأرى الجميع قد صححوه.
ومن طرائف الحديث المذكور أن عائشة تعتقد أن رأيها لأبيها أصلح من رأي النبي " ص " له، وتتهم النبي في الأمر له بالصلاة.
ومن طرائف الحديث المذكور الذي يضحك الناس أن يكون نبيهم لما خرج على تلك الضرورة يتهادى بين رجلين ليمنع أبا بكر أن يصلي بالناس ويصلي هو بهم، فلما صلى نبيهم محمد " ص " كان أبو بكر وحده يصلي بصلاته