رجالهم من الوصية بالعترة ووجوب التلزم بهم والتعظيم لهم.
ومن طرائف ذلك أنني سألت جماعة من علماء الأربعة المذاهب عن سبب تركهم العمل بأخبار شيعة أهل بيت نبيهم، فقالوا: لأنهم يذمون جماعة من الصحابة ولأننا ما نثق بهم، فقلت لهم: أما اعتذاركم بأنهم يذمون بعض الصحابة فقد فعل الصحابة ذلك وذم بعضهم بعضا فكان يجب أن يترك العمل بأخبارهم كافة، وأيضا فإنكم أنتم أيتها الأربعة المذاهب قد ذممتم كثيرا من أعيان الصحابة بل جماعة من الأنبياء، وسأذكر بعض ما ذموا به الأنبياء والصحابة فكان يجب أن يتركوا أخباركم أيضا، وأما قولكم إنكم ما تثقون بأخبار الشيعة فإن كان هذا العذر فقد عرفتكم أنه عذر غير صحيح، بل تعلل قبيح، لأنكم قد رويتم عمن يجوز الوثوق به وعن قوم يقدح بعضهم عدالة بعض، وقد سألت علماء منكم وقرات كتبكم فما رأيت لكم عذرا في ترك العمل بأخبار شيعة أهل البيت إلا أن يكون عندكم عداوة لأهل البيت أو حسد أوجب ذلك عداوتكم لشيعتهم وترككم لأخبارهم، وقد نظرت الاختلاف بينكم فرأيته ما ينقص في التكفير والتضليل عما بينكم وبين شيعة أهل بيت نبيكم فكيف صرتم أولياء فيما بينكم وأعداء لهذه الفرقة الشيعة، إن ذلك من الطرائف.
ومن طرائف ما قلت لبعض علماء الأربعة المذاهب إذا كنتم تتركون العمل بأخبار شيعة أهل بيت نبيكم لأنكم ما تثقون بهم، فكذا يقول لكم أهل الذمة أننا ما نثق بأخبار المسلمين فيما نقلوه من معجزات نبيهم وشريعته، وكل شئ تجيبون به أهل الذمة فهو جواب الشيعة لكم.
ومن طرائف ما سمعت عن بعض علماء الأربعة المذاهب أنه قال: لو تحققنا أن هذه الأخبار التي ترويها الشيعة عن أهل البيت صحيحة عملنا بها.
فقلت: كذا يقولون لكم أهل الذمة لو وثقنا أو تحققنا أن نبيكم أتى بما تذكرون