ولعل بعض من يقف على هذا الحديث يقول: فيكون الذين عابوا على الحسن معذورين كما كان موسى معذورا.
والجواب أن الخضر عليه السلام ما عذر لموسى عليه السلام فيما وقع منه ولذلك فارقه فلا عذر لمن عاب على الحسن عليه السلام أو أنه عذره، ولكن ليس رعيه الحسن كموسى مع الخضر ولا الحسن مكلفا باتباع الخضر في قبوله لعذر موسى.
ومن الجواب أن موسى ما كان رعيه للخضر يجب عليه طاعته وإنما كان رفيقا وصاحبا موافقا وكان موسى نبيا والخضر غير نبي، فكان للخضر أن يعمل بعلمه بباطن الحال وكان لموسى عليه السلام أن ينكر لأن الذي وقع في الظاهر كالمنكر فكانا معذورين، فلعل موسى ما كان يعلم أن الخضر معصوما أيضا، وأما رعية الحسن فلا عذر لهم في العيب عليه وسوء الظن به لأنهم مكلفون باتباعه إن صالح وإن حارب، ومتى عابوا عليه أو خالفوه كان حكمهم حكم من خالف إمام عدل، ولو لم يكن للحسن من العذر في صلح معاوية إلا أن أكثر أصحابه كانوا بهذه الصفة في صحبته غير متفقين معه على سداد رأيه فكيف كان يحصل من هؤلاء نصرة على أعدائه.
ومن الجواب أن رجال الأربعة المذاهب رووا بإطباقهم واتفاقهم أن نبيهم ذكر أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فكيف يقع من أحدى سيدي شباب أهل الجنة ما يعاب به وفي الجنة من الشباب مثل عيسى بن مريم ويحيى ابن زكريا عليهم السلام وغيرهما مما لا يعاب من الأولياء.
ومن الجواب أنه لا يصح العيب على الحسن إلا بعد عيب النبي " ص " الذي أثنى عليه، ولا يصح عيب النبي إلا بعد عيب الله الذي قال " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " (1).