ومن الجواب أنهم رووا في آية الطهارة أن الله قد طهره من الرجس ولو كان معيبا ما كان مطهرا. والله الذي شهد له بالطهارة كان عالما أنه سوف يصالح معاوية، لأن صفات الحسن وأفعاله باطنها وظاهرها وأولها وآخرها كانت بالنسبة إلى علم الله كلها جميعها حاضرة، فإذا حكم له بطهارة اقتضى ذلك طهارة الحسن باطنا وظاهرا وأولا وآخرا وحاضرا ومستقبلا.
ومن الجواب أنهم رووا في عدة من الروايات المتقدمة عدة مدائح له غير ما ذكرناه يدل على أنه من الكمال في الفعال والمقال إلى غاية لا يتطرق عليها نقصان في بيان ولا جنان ولا لسان.
ومن الجواب أنهم اتفقوا أن نبيهم محمدا " ص " الذي هو القدوة صالح بني قريظة وبني النضير (1) وهم كفار، فلا عيب في صلح من يظهر الإسلام.
ومن الجواب أنهم اتفقوا على أن النبي " ص " صالح اليهود والنصارى وأخذ الجزية منهم وأقرهم على الكفر والضلال ولعنه ولعن المسلمين وعداوة الدين، فلولده الحسن أسوة به في صلح معاوية كما تضمن كتابهم " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة (2).
ومن الجواب ما ذكره ابن دريد في كتاب المجتنى من خطبة لمولانا الحسن عليه السلام في عذره لصلحه معاوية، فقال ما هذا لفظه في الكتاب المذكور:
قام الحسن عليه السلام بعد أمير المؤمنين عليه السلام فقال بعد حمد الله تعالى:
إنا ما بنا لأهل الإسلام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشتت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع، وكنتم في مبدئكم إلى الصفين دينكم أمام دنياكم، وقد أصبحتم اليوم دنياكم أمام دينكم، ألا وإنا كنا لكم ولستم لنا