صحاح المخالفين التي يعتمدون عليها، وقال إنني أورد لك مما وقفت عليه شيئا يسيرا، لأنه ذكر أن الذي وجد في كتبهم مما يحتج به عليهم شيئا كثيرا وقال: ينبغي أن تعلم وتحقق أنه ما يلزمنا العمل بما انفردوا به عنا فزكوا به أنفسهم وشهدوا به لمذاهبهم كما أننا ما ألزمناهم ولا احتججنا عليهم بما انفردنا به عنهم.
(قال عبد المحمود): وسأذكر بعض ما حدثني به عن مشائخ هؤلاء الأربعة المذاهب الثقاة عندهم من كتبهم الصحاح بينهم، ومن شك في ذلك فلينظر في كتبهم وفي رواياتهم التي أشير إليها، ولا ينبغي الشك في شئ منها فإنه أوقفني على كتبهم المتضمنة لما رواه الشيعي عنهم وحكاه فرأيت الأمر كما ذكره محققا إلا أحاديث يسيرة تختص بمناقبه حكاها عنهم صاحب كتاب العمدة التي تقدمت الإشارة إليها فربما ذكرت بعضها واعتمدت على أمانته والدرك فيما ضمن تحقيقه عليه.
وإن نظرت أيها المعتبر شيئا مما اعتمدنا فيه على المذكور ووجدت بعض نسخ أصل ذلك المسطور يخالف ما نقله، فلا تعجل بسوء الظن به فلعل النسخة التي نقل منها أصح أو أتم من النسخة التي وقفت عليها، فإنا تحققنا أن هذا الشيخ ما ظهر كتابه في حياته وتحدى بصحة ما نقله كل من وقف عليه، ولكتابه نسخة بالنظامية ببغداد. ويدلك على أن بعض النسخ تختلف أو يكون للناقلين عنها عذر في النقل، ما ذكره الثقة عند الأربعة المذاهب أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين في مواضع كثيرة يطول ذكرها.
ولقد اتفق مطالعتي في مسند عبد الله بن مسعود لاعتبار هذا المعنى فوجدت فيه عدة مواضع فمن ذلك في الحديث الرابع والثلاثين من مسند عبد الله بن مسعود من المتفق عليه، قال في آخر الحديث المذكور ما هذا لفظه: قال