دعوته واجتمعوا على نصرته وارموا عدوه من وراء حوزته فإنه الشرف الباقي لكم مدى الدهر وأنشأ يقول:
أوصي بنصر النبي الخير مشهده * عليا ابني وعم الخير عباسا وحمزة الأسد المخشي صولته * وجعفرا أن تذودوا دونه الباسا وهاشما كلها أوصي بنصرته * ان يأخذوا دون حرب القوم امراسا كونوا فداء لكم نفسي وما ولدت * من دون احمد عند الروع أتراسا بكل ابيض مصقول عوارضه * تخاله في سواد الليل مقباسا وخص أخاه حمزة على اتباعه إذ اقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له فوجد النبي صلى الله عليه وآله في دار أخته محموما وهي باكية فقال: ما شأنك؟ قالت: ذل الحمى يا أبا عمارة لو لقيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبى الحكم بن هشام وجده ههنا جالسا فآذاه وسبعه وبلغ منه ما يكره، فانصرف ودخل المسجد وشج رأسه شجة منكرة فهم أقرباؤه بضربه فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة لكيلا يسلم، ثم عاد حمزة إلى النبي وقال: عز بما صنع بك، ثم اخبره بصنيعه فلم يهش النبي وقال: يا عم لانت منهم، فأسلم حمزة فعرفت قريش ان رسول الله قد عزوان حمزة سيمنعه، قال ابن عباس: فنزل (أو من كان ميتا فأحييناه) وسر أبو طالب وأنشأ يقول:
صبرا أبا يعلى على دين احمد * وكن مظهرا للدين وفقت صابرا وحط من أتى بالدين من عند ربه * بصدق وحق لانكن حمز كافرا فقد سرني إذ قلت انك مؤمن * فكن لرسول الله في الله ناصرا فناد قريشا بالذي قد أتيته * جهارا وقل ما كان احمد ساحرا وقال لابنه طالب (1):
أبني طالب ان شيخك ناصح * فيما يقول مسدد لك رانق فاضرب بسيفك من أراد مساءة * حتى تكون لدى المنية ذائق هذا رجائي فيك بعد منيتي * لا زلت فيك بكل رشد واثق؟
فاعضد قواه يا بني وكن له * انى بحدك لا محالة لاحق آها أردد حسرة لفراقه * إذ لم أراه قد تطاول باسق " المناقب ج 1، م 7 "