أبو عبد الله (ع): افتخر رجلان عند أمير المؤمنين (ع) فقال: أتفتخران بأجساد بالية وأرواح في النار ان لم يكن له عقل فان لك خلفا وان لم يكن له تقوى فان لك كرما وإلا فالحمار خير منكما ولست بخير من أحد.
الحسن العسكري (ع) في خبر طويل ان رجلا وابنه وردا عليه فقام إليهما وأجلسهما في صدر مجلسه وجلس بين أيديهما ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه ثم أخذ الإبريق ليصب على يد الرجل فتمرغ الرجل في التراب فقال: يا أمير المؤمنين كيف الله يراني وأنت تصب على يدي، قال اقعد واغسل فان الله يراني أخاك الذي لا يتميز منك ولا يتفضل عنك ويزيد بذاك في خدمه في الجنة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها، فقعد الرجل وغسل يده فلما فرغ ناول الإبريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده ولكن الله يأبى أن يسوي بين ابن وأبيه إذا جمعهما قد صب الأب على الأب فليصب الابن على الابن. حلية الأولياء ونزهة الابصار انه مضى علي (ع) في حكومة إلى شريح مع يهودي فقال: يا يهودي الدرع درعي ولم أبع ولم أهب، فقال اليهودي: الدرع لي وفي يدي، فسأله شريح البينة فقال: هذا قنبر والحسين يشهدان لي بذلك، فقال شريح: شهادة الابن لا تجوز لأبيه وشهادة العبد لا تجوز لسيده وانهما يجران إليك، فقال أمير المؤمنين: ويلك يا شريح أخطأت من وجوه أما واحدة فأنا إمامك تدين الله بطاعتي وتعلم اني لا أقول باطلا فرددت قولي وأبطلت دعواي ثم سألتني البينة فشهد عبدي وأحد سيدي شباب أهل الجنة فرددت شهادتهما ثم ادعيت عليهما انهما يجران إلى أنفسهما أما اني لا أرى عقوبتك إلا أن تقضي بين اليهود ثلاثة أيام أخرجوه، فأخرجه قبا فقضى بين اليهود ثلاثا ثم انصرف، فلما سمع اليهودي ذلك قال: هذا أمير المؤمنين جاء إلى الحاكم والحاكم حكم عليه، فأسلم ثم قال: الدرع درعك سقط يوم صفين من جمل أورق فأخذته.
وفي الأحكام الشرعية عن الخزاز القمي ان عليا كان في مسجد الكوفة فمر به عبد الله بن قفل التيمي ومعه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة فقال (ع): هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم البصرة، فقال ابن قفل: يا أمير المؤمنين اجعل بيني وبينك قاضيا فحكم شريحا فقال علي: هذه درع طلحة اخذت غلولا يوم الصرة فالتمس شريحا البينة فشهد الحسن بن علي بذلك فسأل آخر فشهد قنبر بذلك فقال هذا مملوك ولا أقضي بشهادة المملوك، فغضب على ثم قال: خذوا الدرع فقد قضى بجور ثلاث