عمرو الثقفي عن عبد الله بن إسحاق الحضرمي عن أبي عمرو بن العلاء عن ميمون الافرن عن عنبسة الفيل عن أبي الأسود الدؤلي عنه (ع)، والسبب في ذلك ان قريشا كانوا يزوجون بالانباط فوقع فيما بينهم أولاد ففسد لسانهم حتى أن بنتا لخويلد الأسدي كانت متزوجة بالأنباط فقالت: ان أبوي مات وترك علي مال كثير، فلما رأوا فساد لسانها أسس النحو. وروي ان أعرابيا سمع من سوقي يقرأ: ان الله برئ من المشركين ورسوله، فشج رأسه فخاصمه إلى أمير المؤمنين فقال له في ذلك فقال: انه كفر بالله في قراءته، فقال عليه السلام: انه لم يتعمد ذلك.
وروي ان أبا الأسود كان في بصره سوء وله بنية تقوده إلى علي (ع) فقالت:
يا أبتاه ما أشد حر الرمضاء! تريد التعجب فنهاها عن مقالتها فأخبر أمير المؤمنين بذلك فأسس. وروي ان أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل من المتوفي فقال الله ثم اخبر عليا بذلك فاسس. فعلى أي وجه كان وقعه إلى أبى الأسود وقال:
ما أحسن هذا النحو اجش له بالمسائل، فسمي نحوا.
قال ابن سلام: كانت الرقعة الكلام ثلاثة أشياء اسم وفعل وحرف جاء لمعنى فالاسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى والحرف ما أوجد معنى في غيره. وكتب علي بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك، فقالوا: أبو طالب اسمه كنيته وقالوا: هذا تركيب مثل دراخنا وحضرموت. وقال الزمخشري في الفايق: ترك في حال الجر على لفظه في حال الرفع لأنه اشتهر بذلك وعرف فجرى مجرى المثل الذي لا يغير. ومنهم الخطباء وهو أخطبهم، ألا ترى إلى خطبه مثل: التوحيد والشقشقية والهداية والملاحم واللؤلؤة والغراء والقاصعة والافتخار والأشباح والدرة اليتيمة والأقاليم والوسيلة والطالوتية والقصبية والنخيلة والسلمانية والناطقة والدامغة والفاضحة بل إلى نهج البلاغة عن الشريف الرضي وكتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام عن إسماعيل بن مهران السكوني عن زيد بن وهب أيضا. قال الحميري:
من كان أخطبهم وأنطقهم ومن * قد كان يشفى حوله البرحاء من كان انزعهم من الاشراك و * للعلم كان البطن منه خفاء من ذا الذي أمروا إذ اختلفوا بأن * يرضوا به في أمرهم قضاء من قيل لولاه ولولا علمه * هلكوا وعانوا فتنة صماء ومنهم الفصحاء والبلغاء وهو أوفرهم حظا، قال الرضى: كان أمير المؤمنين