فأقول: هذا طعن منهم على رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كان قد دعاه إلى الاسلام وقبل منه وهو بزعمهم غير مقبول منه ولا واجب عليه بل ايمانه في صغره من فضايله وكان بمنزلة عيسى وهو ابن ساعة يقول في المهد: (انى عبد الله اتاني الكتاب) وبمنزلة يحيى (واتيناه الحكم صبيا) والحكم درجة بعد الاسلام. قال الحميري وصي محمد وأبا بنيه * ووارثه وفارسه الوفيا وقد اوتى الهدى والحكم طفلا * كيحيى يوم أوتيه صبيا وقد رويتم في حكم سليمان وهو صبي، وفي دانيال، وصاحب جريح، وشاهد يوسف، وصبي الأخدود، وصبي العجوز، وصبي مشاطة ابنة فرعون.
وأخذتم الحديث عن عبد الله بن عمر وأمثاله من الصحابة ان البني قال لوفد:
ليؤمكم أقرؤكم، فقدموا عمر بن سلمة وهو ابن ثمان سنين قال: وكانت علي بردة إذا سجدت انكشفت فقالت امرأة من القوم واروا سوءة إمامكم وكان أمير المؤمنين ابن تسع في قول الكلبي. قال السيد الحميري:
وصدق ما قال النبي محمد * وكان غلاما حين لم يبلغ العشرا وقال الشافعي: حكمنا باسلامه لان أقل البلوغ تسع سنين. وقال مجاهد ومحمد بن إسحاق وزيد بن أسلم وجابر الأنصاري: كان ابن عشر.
بيانه: انه عاش بقول العامة ثلاثا وستين سنة فعاش مع النبي ثلاثا وعشرين سنة وبقى بعده تسعا وعشرين سنة وستة اشهر. وقال بعضهم ابن احدى عشرة سنة.
وقال أبو طالب الهاروني: ابن اثنتي عشرة سنة. وقالوا: ابن ثلاث عشرة سنة.
وقال أبو الطيب الطبري: وجدت في فضايل الصحابة عن أحمد بن حنبل ان قتادة روى أن عليا أسلم وله خمس عشرة سنة. ورواه النسوي في التاريخ، وقد روى نحوه عن الحسن البصري قال قتادة اما بيته غلاما ما بلغت أوان حلمي إنما قال قد بلغت. قال الحميري:
فإنك كنت تعبده غلاما * بعيدا من اساف ومن منات ولا وثنا عبدت ولا صليبا * ولا عزى ولم تسجد للات وله أيضا:
وعلي أول الناس اهتدى * بهدى؟ الله وصلى وادكر وحد الله ولم يشرك به * وقريش أهل عود وحجر