قلت يا فاسق، وفى روايات كثيرة: اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت الآيات (أفمن كان مؤمنا) علي بن أبي طالب (كمن كان فاسقا) الوليد (لا يستون). (اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية أنزلت في علي (واما الذين فسقوا) أنزلت في الوليد فأنشأ حسان:
أنزل الله والكتاب عزيز * في علي وفي الوليد قرآنا فتبوأ الوليد من ذاك فسقا * وعلي مبوء ايمانا ليس من كان مؤمنا عرف الله * كمن كان فاسقا خوانا سوف يجزى الوليد خزيا ونارا * وعلي لا شك يجزى جنانا وقال الحميري:
من كان في القرآن سمي مؤمنا * في عشر آيات جعلن خيارا وانه (ع) بقي بعد النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين سنة في خيراته من الأوقاف والصدقات والصيام والصلاة والتضرع والدعوات وجهاد البغاة وبث الخطب والمواعظ وبين السير والأحكام وفرق العلوم في العالم وكل ذلك من مزايا ايمانه.
تفسير يوسف بن موسى القطان ووكيع بن الجراح وعطاء الخراساني أنه قال ابن عباس (إنما المؤمنون الذين آمنوا صدقوا بالله وبرسوله ثم لم يرتابوا) يعني لم يشكوا في ايمانهم نزلت في علي وجعفر وحمزة (وجاهدوا الأعداء في سبيل الله) في طاعته بأموالهم وأنفسهم (أولئك هم الصادقون في ايمانهم) فشهد الله لهم بالصدق والوفاء. قال الضحاك قال ابن عباس في قوله (الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) ذهب علي بن أبي طالب بشرفها.
وروي عن النبي ان رجلين كانا متواخيين فمات أحدهما قبل صاحبه فصلى عليه النبي ثم مات الآخر فمثل الناس بينهما فقال (ع): فأين صلاة هذا من صلاته وصيامه بعد صيامه (لما) بينهما كما بين السماء والأرض. قال الحميري:
بعث النبي فما نلبث بعده * حتى تخيف غير يوم واحد صلى وزكى واستسر بدينه * من كل عم مشفق أو والد حججا يكاتم دينه فإذا خلا * صلى ومجد ربه بمحامد صلى ابن تسع وارتدى في برجد * ولداته يسعون بين براجد قال ابن البيع في معرفة أصول الحديث: لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ ان علي بن أبي طالب أول الناس إسلاما وإنما اختلفوا في بلوغه.