على وجوهها وإذا أنا بطير الأرض حاشرة إليها فإذا جبال مكة مشرفة عليها وإذا بسحابة بيضاء بإزاء حجرتها فأتيتها وقلت: أنا نائم أو يقظان؟ قالت: بل يقظان، قلت: فأين نور جبهتك؟ قالت: قد وضعته وهذه الطير تنازعني أن أدفعه إليها فتحمله إلى أعشاشها وهذه السحاب تسألني كذلك، قلت: هاتيه أنظر إليه، قالت:
حيل بينك وبينه إلى ثلاثة أيام، فسللت سيفي وقلت: لتخرجنه أو لأقتلنك، قالت:
شأنك وإياه، فلما هممت أن ألج البيت بدر إلي من داخل البيت رجل وقال لي:
ارجع وراءك فلا سبيل لاحد من ولد آدم إلى رؤيته أو ان تنقضي زيارة الملائكة، فارتعدت وخرجت.
ابن إسحاق قالت آمنة: وسمعت في الضوء نداءا: انك ولدت سيد الناس فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمدا واتي به عبد المطلب فوضعه في حجره ثم قال:
الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الاردان قد ساد في المهد على الغلمان * عوذه الاله بالأركان حتى أراه مبلغ الغشيان * أعيذه من كل ذي شان من حاسد ذي طرف العينان (1) وقال فيه أشعارا كثيرة.
الصادق (ع): أصحبت الأصنام على وجوهها وارتجس إيوان كسرى وسقط منه أربع عشرة شرافة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ولم يبق سرير لملك إلا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة ولم تبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن عن صاحبها. قال القيرواني:
وصرح كسرى تداعى من قواعده * وانغاض منكسر الأوداج ذا ميل ونار فارس لم توقد وما خمدت * مذ الف عام ونهر القوم لم يسل خرت لمبعثه الأوثان وانبعثت * ثواقب الشهب ترمي الجن بالشعل الصادق (ع): ورأي الموبدان (2) في تلك الليلة في المنام إبلا صعابا تقود خيلا