فليجعله تحت شفاعته وعنوان الكتاب: إلى محمد بن عبد الله خاتم النبيين ورسول رب العالمين من تبع الأول. ودفع الكتاب إلى العالم الذي نصح له ثم خرج منه وسار حتى مات بغلسان بلد من بلاد الهند. وكان بين موته ومولد النبي صلى الله عليه وآله الف سنة.
ثم إن النبي صلى الله عليه وآله لما بعث وآمن به أكثر أهل المدينة أنفذوا الكتاب إليه على يد أبي ليلى فوجد النبي صلى الله عليه وآله في قبيلة بني سليم فعرفه رسول الله فقال له: أنت أبو ليلى؟
قال: نعم، قال: كتاب تبع الأول؟ فتحير الرجل فقال صلى الله عليه وآله: هات الكتاب، فأخرجه ودفعه إلى رسول الله فدفعه النبي إلى علي بن أبي طالب فقرأه عليه، فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله كلام تبع قال: مرحبا بالأخ الصالح، ثلاث مرات، وأمر أبا ليلى بالرجوع إلى المدينة.
اكمال الدين (1) عن ابن بابويه وروضة الواعظين عن محمد الفتال انه كان عند تربة النبي جماعة فسأل أمير المؤمنين سلمان عن مبدأ أمره فقال: كنت من أبناء الدهاقين بشيراز وكنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا بصومعة وإذا فيها رجل ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فرصف حب محمد في لحمي ودمي فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق من السقف فسألت أمي عنه فقالت: لا نقربه فإنه يقتلك أبوك. فلما جن الليل اخذت الكتاب فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم انه خالق من صلبه نبيا يقال له محمد يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان ياروز به أنت وصي عيسى فآمن واترك المجوسية قال: فصعقت صعقة فأخذني أبي وأمي وجعلاني في بئر عتيقة وقالا: ان رجعت وإلا قتلناك وضيقوا علي الأكل والشرب فلما طال أمري دعوت الله بحق محمد ووصيه أن يريحني مما أنا فيه فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال:
قم يا روزبه، فأخذ بيدي وأتي بي الصومعة فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فقال الديراني: يا روزبه اصعد، فصعدت إليه فخدمته حولين فقال: اني ميت أوصيك براهب أنطاكية فاقرأه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح وناولني لوحا، فلما فرغت من دفنه أتيت الصومعة وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله، فقال: اصعد يا روزبه، فصعدت إليه فخدمته حولين فقال: اني ميت، قلت: على من تخلفني؟ فقال: لا أعرف أحدا يقول