ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله (وما رميت إذ رميت) ان النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي (ع): ناولني كفا من حصباء فناوله فرمى في وجوه القوم فما بقي أحد إلا امتلأت عينه من الحصباء، وفي رواية غيره: وأفواههم ومناخرهم. قال أنس رمى بثلاث حصيات في الميمنة والميسرة والقلب.
قال ابن عباس: (وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا) يعني وهزم الكفار ليغنم النبي والوصي عليهما السلام، فقتل على خلقا، وقتل حمزة عتبة بن ربيعة والأسود بن عبد الأسود المخزومي وعبيدة بن سعيد بن عامر، وقتل عمار أمية بن خلف، وضرب معاذ بن عمرو الجموح الأنصاري أبا جهل فصرعه، وقطع ابنه عكرمة يمين معاذ فعاش إلى زمن عثمان.
وكان الاسرى سبعين، ويقال أربع وأربعون، منهم العباس وعقيل ونوفل وعتبة بن أبي جحدر، ففداهم العباس وأسلموا، وأما عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث قتلهما النبي صلى الله عليه وآله بالصفراء صبرا، ولم يؤسر أحدا من المسلمين، والشهداء كانوا أربعة عشر، وأخذ الفداء من كل مشرك أربعين أوقية ومن العباس مائة، وقالوا: كان أكثر من أربعة آلاف درهم، فنزل عتابا في الفداء والأسرى ما كان لنبي أن يكون له أسرى. وقد كان كتب في اللوح المحفوظ لولا كتاب من الله سبق، وكان القتال بالسابع عشر من شهر رمضان، وكان لوائه مع مصعب بن عمير، ورأيته مع علي (ع))، ويقال: رأيته مع علي وراية الأنصار مع سعد بن عبادة.
قال كعب بن مالك:
وعدنا أبو سفيان بدرا ولم نجد؟ * لميعاده صدقا وما كان وافيا فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا * لابت ذميما وافتقدت المواليا تركنا به أوصال عتبة وابنه * وثم أبا جهل تركناه ثاويا ولما رجع إلى المدينة غزا بعد سبع ليال بني سليم حتى بلغ ماء لهم يقال له الكدر وأقام عليه ثلاث ليال. وفي ذي الحجة غزا غزوة السويق وهو بدر الصغرى ماء لكنانة، وكان موضع سوق لهم في الجاهلية يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام.
وقيل غزوة السويق لان أبا سفيان كان نذر أن لا يمس رأسه من جنابة حتى يغزوا محمدا صلى الله عليه وآله فخرج في مائة راكب وأتى بني النضير ليلا فلم يفتح له حي بن أخطب ثم أتى إلى سلام بن مسلم وساره ثم أتى إلى العريض فقتل أنصاريين فتبعهم النبي صلى الله عليه وآله إلى قرقرة الكدر فخشي أبو سفيان منه فألقى ما معه من الزاد والسويق فسمعت غزوة