مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ١٥٩
أر بقطة (1) الليثي فأمرهم بمكان ذكره ولبث هو مع علي يوصيه، ثم خرج في فحمة العشاء، والرصد من قريش قط أطافوا به ينتظرون انتصاف الليل وكان يقرأ:
(وجعلنا من بين أيديهم سدا) الآية، وكانت بيده قبضة تراب فرمى بها في رؤسهم ومضى حتى انتهى إليهم فمضوا معه حتى وصلوا إلى الغار وانصرف هند و عبد الله، فهجم الكفار على علي (ع) القصة، فركب في طلبه الصعب والذلول، وامهل حتى إذا اغتم من الليلة القابلة انطلق هو وهند حتى دخلا على النبي في الغار فأمر النبي بأداء أمانته حتى أدى الجميع فكان مقام رسول الله فيه ثلاثا ومبيت علي على فراشه أول ليلة ولما ورد المدينة نزل في بني عمرو بن عوف بقبا ترصدا لعلي (ع) وكتب إليه يأمره بالمسير إليه على يدي أبي واقد الليثي فتهيأ للهجرة وامر ضعفاء المؤمنين أن يتسللوا ويتحففوا إذا ملا الليل بطن كل واد. وخرج علي (ع) إلى ذي طوى بالفواطم وأيمن بن أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وغير ذلك، وأبو واقد يسوق الرواحل فأعنف بهم فقال: ارفق بالنسوة أبا واقد انهن من الضعايف، قال: اني أخاف ان يدركنا الطلب، فقال: أربع (2) عليك ان النبي قال لي: يا علي انهم لن يصلوا من الآن إليك بأمر تكرهه، ثم جعل علي يسوق بهن سوقا رفيقا ويرتجز:
وليس إلا الله فارفع ظنكا * يكفيك رب الناس ما اهمكا فلما شارف ضجنان (3) ادركه الطلب بثمانية فوارس فأنزل النسوة واستقبلهم منتضيا سيفه فأقبلوا عليه فقالوا: ظننت يا غدار انك ناج بالنسوة ارجع لا أبالك، قال: فإن لم افعل أترجعون راغمين، ودنوا من النسوة فحال بينهم وبينها وقتل جناحا وكان يشد على قومه شد الأسد على فريسته وهو يقول:
خلوا سبيل الجاهد المجاهد * آليت لا اعبد غير الواحد فانتشروا عنه فسار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فتلوم (4) بها قدر يومه وليلته.
ويروى انه لحق به نفر من المستضعفين فصلى ليلته تلك هو والفواطم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر فصلى بهم صلاة الفجر ثم سار لوجهه حتى قدم المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم: (الذين يذكرون الله قياما إلى قوله: (الأنثى) فالذكر علي والأنثى فاطمة (بعضكم من بعض) يقول:

(1) قال الفيروزآبادي في مادة الرقطة: و عبد الله بن أريقط دليل النبي في الهجرة.
(2) ربع: كمنع وقف وانتظر وتحبس؟، ومنه قولهم: أربع عليك.
(3) جبل قرب مكة وجبل آخر بالبادية.
(4) تلوم في الامر تمكث وانتظر.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404