وله أيضا:
فصدهم عن غاره عنكب له * على بابه سدى ووشى فجودا فقال زعيم القوم ما فيه مطلب * ولم يظفر الرحمن منهم به يدا وقال القيرواني:
حمت لديك حمام الوحش جاثمة * كيدا بكل غوي القلب مختبل والعنكبوت أجادت حوك حلتها * فما تخاف خلال النسج من خلل قالوا وجاءت إليه سرحة سترت * وجه النبي بأغصان لها هذل وفى خطبة القاصعة عن أمير المؤمنين (ع) ان النبي صلى الله عليه وآله قال: أيتها الشجرة ان كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين اني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله، فوالله الذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله مرفرفة وألقت بغصنها الاعلى على رسول الله وببعض أغصانها على منكبي وكنت عن يمينه، فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا: فمرها فليأتك نصفها، فأمرها بذلك فأقبل إليه نصفها بأعجب اقبال وأشده دويا فكانت تلتف برسول الله، فقالوا كفرا وعتوا: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه، فأمره صلى الله عليه وآله فرجع فقال القوم: ساحر كذاب عجب خفيف فيه.
ابن عباس عن أبيه قال أبو طالب للنبي: يا بن أخ الله أرسلك؟ قال: نعم، قال فأرني آية ادع لي تلك الشجرة، فدعاها حتى سجدت بين يديه ثم انصرفت، فقال أبو طالب: اشهد انك صادق رسول يا علي صل جناح ابن عمك.
ابن عباس: جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسأله آية فدعا النبي العذق فجاء العذق ينزل من النخلة حتى سقط في الأرض فجعل يبقر (1) حتى اتى النبي فقال له: عد إلى مكانك، فعاد إلى مكانه فأسلم الاعرابي. وفى رواية فدعا العذق فلم يزل يأتي ويسجد حتى انتهى إلى النبي يتكلم.
وفى دعائك للأشجار حين أتت * تمشي بأمرك في أغصانها الدلل وقلت عودي فعادت في منابتها * تلك العروق بإذن الله لم تمل وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر منه وأرده، إذ اشترى " مناقب ج 1، م 14 "