مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ١ - الصفحة ٨١
حنيف. وفي خبر: وسلمان، والمقداد، وعمار، وصهيب، وأبو ذر، وبلال، والبراء بن معرور. فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدوا آنافهم بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوكؤا على عصيهم فقال النبي صلى الله عليه وآله: اقعدوا، فقالوا: انا إذا زارنا نبي لا نقعد وكرهنا أن تصل إليه أنفاسنا، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقالت مه يا محمد لا تأكل مني فاني مسمومة، فدعا رسول الله عبدة فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: قلت إن كان نبيا لا يضره وإن كان كذابا أرحت قومي منه، فهبط جبرئيل فقال: السلام يقرئك السلام ويقول: قل بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن وبه عز كل مؤمن وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض وبقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد وانتكس كل شيطان مريد من شر السم والسحر واللمم بسم العلي الملك الفرد الذي لا إله إلا هو (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) فقال النبي ذلك وأمر أصحابه فتكلموا به ثم قال: كلوا، ثم أمرهم أن يحتجموا. وفي خبر: ان البراء بن معرور أخذ منه لقمة أول القوم فوضعها في فيه فقال له أمير المؤمنين: لا نتقدم رسول الله، في كلام له جاءت به هذه وكانت يهودية ولسنا نعرف حالها فان أكلته بأمر رسول الله فهو الضامن لسامتك منه وإذا أكلته بغير إذنه وكلك إلى نفسك فنطق الذراع، وسقط البراء ومات. وروي انها كانت زينب بنت الحرث زوجة سلام بن مسلم والآكل كان بشر بن البراء بن معرور وانه دخلت أمه على النبي صلى الله عليه وآله عند وفاته فقال: يا أم بشر ما زالت اكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري (1) ولذلك يقال: إن النبي صلى الله عليه وآله مات شهيدا.
وعن عروة بن الزبير: ان النبي بقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه. وفي رواية أربع سنين وهو الصحيح. قال نصر بن المنتصر:
ومن يناديه الذراع انني * مسمومة قد سمنى القوم العدى وقال ابن حماد:
وأبصر الناس منه كل معجزة * ومعجب بين مراء ومستمع مثل الذراع التي سمت ليأكلها * فكلمته وكل للكلام يعي وله أيضا:
وكلمته الذراع إذ سم فيها * يا رسول الإله دع عنك أكلي

(1) الأبهر: الظهر وعرق فيه ووريد العنق والأكحل.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 3
2 أسانيد كتب العامة 7
3 أسانيد التفاسير 12
4 أسانيد كتب الشيعة 13
5 (باب ذكر سيدنا رسول الله) فصل في البشائر النبوية 16
6 فصل في المنافاة والآيات 24
7 فصل في مولده (ص) 27
8 فصل في منشئه 31
9 فصل في مبعثه 40
10 فصل في ما لا قي من الكفار 45
11 فصل في استظهاره بأبي طالب 52
12 فصل في ما لقيه من قومه بعد موت عمه 61
13 فصل في حفظ الله له من المشركين 63
14 فصل في استجابة دعواته 69
15 فصل في الهواتف في المنام 76
16 فصل في نطق الجمادات 79
17 فصل في كلام الحيوانات 83
18 فص في تكثير الطعام والشراب 89
19 فصل في معجزات أقواله 92
20 فصل في معجزات أفعاله 101
21 فصل في معجزاته في ذاته 107
22 فصل في إعجازه 111
23 فصل في ما ظهر من الحيوانات والجمادات 115
24 فصل في المفردات من المعجزات 119
25 فصل في ما ظهر من معجزاته بعد وفاته 121
26 فصل في ما خصه الله تعالى به 124
27 فصل في آدابه ومزاحه 126
28 فصل في أسمائه وألقابه 130
29 فصل في نسبه وحليته 134
30 فصل في أقربائه وخدامه 137
31 فصل في أمواله ورقيقه 146
32 فصل في أحواله وتواريخه 149
33 فصل في معراجه 153
34 فصل في هجرته 156
35 فصل في غزواته 161
36 فصل في اللطائف 183
37 فصل في النكت والإشارات 194
38 فصل في وفاته 201
39 (باب في إمامة أمير المؤمنين) فصل في شرائطها 211
40 فصل في مسائل وأجوبة 232
41 (باب في إمامة الأئمة الاثني عشر) فصل في الخطب 238
42 فصل في الآيات المنزلة فيهم 240
43 فصل في النصوص الواردة على ساداتنا 245
44 فصل في ما روته العامة 248
45 فصل في ما روته الخاصة 252
46 فصل في النكت والإشارات 258
47 فصل في الألفاظ فيهم 267
48 فصل في الأشعار فيهم 269
49 (باب درجات أمير المؤمنين) فصل في مقدماتها 287
50 فصل في المسابقة بالاسلام 288
51 فصل في المسابقة بالصلاة 296
52 فصل في المسابقة بالبيعة 303
53 فصل في المسابقة بالعلم 309
54 فصل في المسابقة إلى الهجرة 333
55 فصل في المسابقة بالجهاد 340
56 فصل في المسابقة بالسخاء والنفقة 345
57 فصل في المسابقة بالشجاعة 353
58 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة 363
59 فصل في المسابقة التواضع 372
60 فصل في المسابقة بالعدل والأمانة 374
61 فصل في المسابقة بالحلم والشفقة 379
62 فصل في المسابقة بالهيبة والهمة 383
63 فصل في المسابقة باليقين والصبر 384
64 فصل في المسابقة بصالح الأعمال 387
65 فصل في الاستنابة والولاية 391
66 فصل في المسابقة بالحزم 404