حنيف. وفي خبر: وسلمان، والمقداد، وعمار، وصهيب، وأبو ذر، وبلال، والبراء بن معرور. فلما دخلوا وأخرجت الشاة سدوا آنافهم بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوكؤا على عصيهم فقال النبي صلى الله عليه وآله: اقعدوا، فقالوا: انا إذا زارنا نبي لا نقعد وكرهنا أن تصل إليه أنفاسنا، فلما وضعت الشاة بين يديه تكلم كتفها فقالت مه يا محمد لا تأكل مني فاني مسمومة، فدعا رسول الله عبدة فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ قالت: قلت إن كان نبيا لا يضره وإن كان كذابا أرحت قومي منه، فهبط جبرئيل فقال: السلام يقرئك السلام ويقول: قل بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن وبه عز كل مؤمن وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض وبقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد وانتكس كل شيطان مريد من شر السم والسحر واللمم بسم العلي الملك الفرد الذي لا إله إلا هو (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) فقال النبي ذلك وأمر أصحابه فتكلموا به ثم قال: كلوا، ثم أمرهم أن يحتجموا. وفي خبر: ان البراء بن معرور أخذ منه لقمة أول القوم فوضعها في فيه فقال له أمير المؤمنين: لا نتقدم رسول الله، في كلام له جاءت به هذه وكانت يهودية ولسنا نعرف حالها فان أكلته بأمر رسول الله فهو الضامن لسامتك منه وإذا أكلته بغير إذنه وكلك إلى نفسك فنطق الذراع، وسقط البراء ومات. وروي انها كانت زينب بنت الحرث زوجة سلام بن مسلم والآكل كان بشر بن البراء بن معرور وانه دخلت أمه على النبي صلى الله عليه وآله عند وفاته فقال: يا أم بشر ما زالت اكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري (1) ولذلك يقال: إن النبي صلى الله عليه وآله مات شهيدا.
وعن عروة بن الزبير: ان النبي بقي بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي مات فيه. وفي رواية أربع سنين وهو الصحيح. قال نصر بن المنتصر:
ومن يناديه الذراع انني * مسمومة قد سمنى القوم العدى وقال ابن حماد:
وأبصر الناس منه كل معجزة * ومعجب بين مراء ومستمع مثل الذراع التي سمت ليأكلها * فكلمته وكل للكلام يعي وله أيضا:
وكلمته الذراع إذ سم فيها * يا رسول الإله دع عنك أكلي