النجوى. قال الوراق القمي:
علي الذي ناجاه بالوحي أحمد * فعلمه أبواب سلم مسلم وقال الأصفهاني:
وبألف حرف أيكم ناجي أخي * فيهن دونكم أخي ناجاني ولكل حرف الف باب شرحه * عندي بفضل حكومة وبيان وأنفق علي ثلاث ضيفان من الطعام قوت ثلاث ليال فنزلت فيه ثلاثين آية ونصت على عصمته وستره ومراده وقبول صدقته، وكفاك من جوده قوله (عينا يشرب بها عباد الله) الآية، واطعام الأسير خاصة وهو عدو في الدين، قال العوني:
من أطعم المسكين واليتيم والأسير لله ثلاثا وطوى وحدث أبو هريرة انه كان في المدينة مجاعة ومر بي يوم وليلة لم أذق شيئا وسألت أبا بكر آية كنت أعرف بتأويلها منه ومضبت معه إلى بابه وودعني وانصرفت جايعا يومي وأصبحت وسألت عمر آية كنت أعرف منه بها، فصنع كما صنع أبو بكر فجئت في اليوم الثالث إلى علي وسألته ما يعلمه فقط فلما أردت أن أنصرف دعاني إلى بيته فأطعمني رغيفين وسمنا فلما شبعت انصرفت إلى رسول الله فلما بصر بي ضحك في وجهي وقال: أنت تحدثني أم أحدثك، ثم قص علي ما جرى وقال لي جبرئيل عرفني ورؤي أمير المؤمنين حزينا فقيل له: مم حزنك؟ قال لسبع أتت لم يضف الينا ضيف تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان وعلي بن حرب الطائي ومجاهد بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي هريرة، وروى جماعة عن عاصم بن كليب عن أبيه واللفظ له عن أبي هريرة انه جاء رجل إلى رسول الله فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله إلى أزواجه فقلن ما عندنا إلا الماء فقال صلى الله عليه وآله: من لهذا الرجل الليلة؟ فقال أمير المؤمنين (ع):
أنا يا رسول الله، وأتى فاطمة وسألها: ما عندك يا بنت رسول الله؟ فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية لكنا نؤثر به ضيفنا فقال علي: يا بنت محمد نومي الصبية واطفي المصباح وجعلا يمضغان بألسنتهما، فلما فرغ من الاكل أتت فاطمة بسراج فوجدت الجفنة مملوة من فضل الله، فلما أصبح صلى مع النبي فلما سلم النبي من صلاته نظر إلى أمير المؤمنين وبكى بكاء شديدا وقال يا أمير المؤمنين لقد عجب الرب من فعلكم البارحة اقرأ (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) أي مجاعة (ومن يوق شح نفسه) يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين فأولئك هم المفلحون، وقال الحميري:
قائل للنبي اني غريب * جايع قد أتيتكم مستجيرا