أبي الخصيب وغيره أنه قال الصادق (ع) لابن أبي ليلى: أتقضي بين الناس يا عبد الرحمن قال: نعم يا بن رسول الله، قال: بأي شئ تقضي؟ قال: بكتاب الله، قال: فما لم تجد في كتاب الله؟ قال: من سنة رسول الله وما لم أجده فيهما أخذته عن الصحابة بما اجتمعوا عليه، قال: فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم؟ قال: بقول من أردت وأخالف الباقين، قال: فهل تخالف عليا فيما بلغك انه قضى به؟ قال: ربما خالفته إلى غيره منهم، قال أبو عبد الله: ما تقول يوم القيامة إذا رسول الله قال أي رب ان هذا بلغه عني قول فخالفه؟ قال: وأين خالفت قوله يا بن رسول الله؟ قال: فبلغك ان رسول الله قال أقضاكم علي؟ قال: نعم، قال: فإذا خالفت قوله ألم تخالف قول رسول الله؟ فاصفر وجه ابن أبي ليلى وسكت.
الإبانة، قال أبو أمامة قال رسول الله: أعلم بالسنة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب. كتاب الجلاء والشفاء، والإحن والمحن قال الصادق (ع): قضى علي بقضية باليمن فأتوا النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: ان عليا ظلمنا، فقال: ان عليا ليس بظالم ولم يخلق للظلم وان عليا وليكم بعدي والحكم حكمه والقول قوله لا يرد حكمه إلا كافر ولا يرضى به إلا مؤمن.
وإذا ثبت ذلك فلا ينبغي لهم أن يتحاكموا بعده إلى غير علي والقضاء يجمع علوم الدين فإذا يكون هو الأعلم فلا يجوز تقديم غيره عليه لأنه يقبح تقديم المفضول على الفاضل. قال الأصفهاني:
وله يقول محمد أقضاكم * هذا واعلم يا ذوي الأذهان اني مدينة علمكم وأخي له * باب وثيق الركن مصراعان فأتوا بيوت العلم من أبوابها * فالبيت لا يؤتى من الحيطان وقال العوني:
أمن سواه إذا أتى بقضية * طرف الشكوك وأخرس الحكاما فإذا رأى رأيا فخالف رأيه * قوم وان كدوا له الأفهاما نزل الكتاب برأيه فكأنما * عقد الاله برأيه الأحكاما وقال ابن حماد:
عليم بما قد كان أو هو كائن * وما هو دق في الشرائع أو جل مسمى مجلى في الصحايف كلها * فسل أهلها واسمع تلاوة من يتلو ولولا قضاياه التي شاع ذكرها * لعطلت الاحكام والفرض والنفل