رواية حتى يزهر كل كتاب من هذه الكتب ويقول يا رب ان عليا قضى بقضائك، ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو سألتموني عن آية آية في ليلة أنزلت أو في نهار أنزلت مكيها ومدنيها وسفريها وحضريها ناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وتأويلها وتنزيلها لأخبرتكم، وفي غرر الحكم عن الآمدي سلوني قبل أن تفقدوني فانى بطرق السماوات أخبر منكم بطرق الأرض.
وفي نهج البلاغة فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شئ فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة إلا أنبأنكم بناعقها وقائدها وسايقها ومناخ ركابها ومحط رحاها ومن يقتل من أهلها قتلا ويموت موتا، وفي رواية لو شئت أخبرت كل واحد منكم بمخرجه ومولجه وجميع شانه لفعلت.
وعن سلمان أنه قال (ع): عندي علم المنايا والبلايا والوصايا والألباب وفصل الخطاب ومولد الاسلام ومولد الكفر وأنا صاحب الميسم وأنا الفاروق الأكبر ودولة الدول فسلوني عما يكون إلى يوم القيامة وعما كان قبلي وعلى عهدي والى أن يعبد الله قال ابن المسيب: ما كان في أصحاب رسول الله أحد يقول سلوني غير علي بن أبي طالب، وقال ابن شبرمة: ما أحد قال على المنبر سلوني غير علي، وقال الله تعالى (تبيانا لكل شئ) وقال (وكل شئ أحصيناه في امام مبين) وقال (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) فإذا كان ذلك لا يوجد في ظاهره فهل يكون موجودا إلا في تأويله كما قال (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) وهو الذي عنى (ع) سلوني قبل ان تفقدوني، ولو كان إنما عنى به في ظاهره فكان في الأمة كثير يعلم ذلك ولا يخطئ فيه حرفا، ولم يكن (ع) ليقول من ذلك على رؤس الاشهاد ما يعلم أنه لا يصح من قوله وان غيره يساويه فيه أو يدعي على شئ منه معه، فإذا ثبت انه لا نظير له في العلم صح انه أولى بالإمامة. وقالي العونى وكم علوم مقفلات في الورى * قد فتح الله به أقفالها حرم بعد المصطفى حرامها * كما أحل بينهم حلالها وكم بحمد الله من قضية * مشكلة حل لهم اشكالها حتى أقرت أنفس القوم بأن * لولا الوصي ارتكبت ضلالها وله أيضا ومن ركب الأعود يخطب في الورى * وقال سلوني قبل فقدي لافهما