وقال أبو عبيدة المعتزلي لهشام بن الحكم: الدليل على صحة معتقدنا وبطلان معتقدكم كثرتنا وقلتكم مع كثرة أولاد علي وادعائهم، فقال هشام: لست إيانا أردت بهذا القول إنما أردت الطعن على نوح حيث لبث في قومه الف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى النجاة ليلا ونهارا وما آمن معه إلا قليل. وقال أمير المؤمنين: سرت في أهل البصرة بسيرة رسول الله في أهل مكة.
وقيل لعلي بن ميثم: لم صلى علي خلف القوم؟ قال: جعلهم بمنزلة السواري، قيل: فلم ضرب الوليد بن عقبة بين يدي عثمان؟ قال: لان الحد له واليه فإذا أمكنه إقامته إقامة بكل حيلة، قيل: فلم أشار على أبى بكر وعمر؟ قال: طلبا منه أن يحيي أحكام الله وأن يكون دينه القيم كما أشار يوسف على ملك مصر نظرا منه للخلق ولان الأرض والحكم فيها إليه فإذا أمكنه أن يظهر مصالح الخلق فعل وان لم يمكنه ذلك بنفسه توصل إليه على يدي من يمكنه طلبا منه الاحياء لأمر الله، قيل: لم قعد في الشورى؟ قال: اقتدارا منه على الحجة وعلما بأنهم ان ناظروه وأنصفوه كان هو الغالب ومن كان له دعوى فدعى إلى أن يناظر عليه فان ثبتت له الحجة أعطته فإن لم يفعل بطل حقه وأدخل بذلك الشبهة على الخلق وقد قال (ع) يومئذ: اليوم أدخلت في باب إذا أنصفت فيه وصلت إلى حقي - يعني ان الأول استبد بها يوم السقيفة ولم يشاوره -، قيل فلم زوج عمر ابنته؟ قال: لاظهاره الشهادتين واقراره بفضل رسول الله وارادته استصلاحه وكفه عنه وقد عرض نبي الله لوط بناته على قومه وهم كفار ليردهم عن ضلالتهم فقال هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ووجدنا آسية بنت مزاحم تحت فرعون.
وسئل الشيخ المفيد: لم أخذ عطاهم وصلى خلفهم ونكح سبيهم وحكم في مجالسهم؟ فقال: اما أخذه العطاء فأخذ بعض حقه، واما الصلاة خلفهم فهو الامام من تقدم بين يديه فصلاته فاسدة على أن كلا مؤد حقه، واما نكاحه من سبيهم فمن طريق الممانعة ان الشيعة روته ان الحنفية زوجها أمير المؤمنين محمد بن مسلم الحنفي، واستدلوا على ذلك بأن عمر بن الخطاب لما رد من كان أبو بكر سباه لم يرد الحنفية فلو كانت من السبي لردها، ومن طريق المتابعة انه لو نكح من سبيهم لم يكن لكم ما أردتم لان الذين سباهم أبو بكر كانوا عندكم قادحين في نبوة رسول الله كفارا فنكاحهم حلال لكل أحد ولو كان الذين سباهم يزيد وزياد وإنما كان يسوغ لكم ما ذكرتموه إذا كان الذين سباهم قادحين في إمامته ثم نكح أمير المؤمنين، واما حكمه في مجالسهم