رأته امرأة من أهل الكتاب وقالت: سيولد منك أعز الخلق على الأرض.
ابن بابويه بالاسناد عن منصور بن حازم قال: كنت جالسا مع أبي عبد الله (ع) على الباب ومعه إسماعيل إذ مر علينا موسى وهو غلام فقال إسماعيل: سبق بالخير ابن الأمة. ابن بابويه بالاسناد عن الوليد بن صبيح قال: رأيت إسماعيل بن جعفر في قوم يشربون فخرجت مغموما فجئت الحجر فإذا إسماعيل متعلق بالبيت يبكي قد بل أستار الكعبة بدموعه فرجعت أسير فإذا إسماعيل جالس مع القوم فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه، قال قال: فذكرت ذلك لأبي عبد الله (ع) فقال: لقد ابتلى ابني بشيطان يتمثل في صورته. وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي.
زرارة بن أعين قال: دعى الصادق (ع) داود بن كثير الرقي وحمران بن أعين وأبا بصير ودخل عليه المفضل بن عمر وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا فقال:
يا داود كشف عن وجه إسماعيل، فكشف عن وجهه فقال: تأمله يا داود فانظره أحي هو أم ميت؟ فقال: بل هو ميت، فجعل يعرضه على رجل رجل حتى أتى على آخرهم فقال (ع): اللهم اشهد. ثم أمر بغسله وتجهيزه ثم قال: يا مفضل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه فقال: أحي هو أم ميت انظروه أجمعكم، فقال: بل هو يا سيدنا ميت، فقال: شهدتم بذلك وتحققتموه؟ قالوا: نعم. وقد تعجبوا من فعله، فقال: اللهم اشهد عليهم، ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده قال: يا مفضل اكشف عن وجهه، فكشف فقال للجماعة: انظروا أحي هو أم ميت؟ فقالوا: بل ميت يا ولي الله، فقال: اللهم اشهد فإنه سير تاب المبطلون يريدون أن يطفؤا نور الله، ثم أومى إلى موسى (ع) وقال: والله متم نوره ولو كره الكافرون، ثم حثوا عليه التراب ثم أعاد علينا القول فقال: الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو؟
قلنا: إسماعيل ولدك، فقال: اللهم اشهد، ثم اخذ بيد موسى فقال: هو حق والحق معه ومنه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عنبسة العباد قال: لما توفي إسماعيل بن جعفر قال الصادق (ع): أيها الناس ان هذه الدنيا دار فراق ودار التواء لا دار استواء، في كلام له، ثم تمثل بقول أبي خراش فلا تحسبن اني تناسيت عهده * ولكن صبري يا أميم جميل كهمس في حديثه: حضرت موت إسماعيل وأبو عبد الله (ع) جالس عنده ثم قال بعد كلام كتب على حاشية الكفن: إسماعيل يشهد ان لا إله إلا الله.