وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: ألا أخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح تقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الصائم في عبادة وإن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تبارك وتعالى: الصوم لي وأنا أجزي به. والصائم فرحتان: حين يفطر وحين يلقى ربه عز وجل. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك.
عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصوم حتى يقال: لا يفطر.
ويفطر حتى يقال: لا يصوم. ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس، ثم آل ذلك إلى صيام ثلاثة أيام من الشهر: الخميس في أول الشهر، والأربعاء في وسط الشهر، والخميس في آخر الشهر. وكان يقول: ذلك صوم الدهر.
وعنه (عليه السلام) قال: إذا صام أحدكم الثلاثة الأيام من الشهر فلا يجادلن أحدا.
ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والايمان بالله. وإن جهل عليه أحد فليتحمل.
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: صيام شهر الصبر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن ببلابل الصدر. وصيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر. إن الله عز وجل يقول: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " (1).
سئل الصادق (عليه السلام) عمن لم يصم الثلاثة في كل شهر وهو يشتد عليه الصيام هل فيه فداء؟ قال: مد من طعام في كل يوم.
عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صام يوما تطوعا أدخله الله عز وجل الجنة.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لافطارك في منزل أخيك أفضل من صيامك بسبعين ضعفا أو تسعين ضعفا.