الله] قط.
قال:: إنه لو لم يكن الشهداء إلا من قتل بالسيف لقال الله الشهداء (1).
[الشرح] وهذا خبر يحتاج إلى الشرح. ومجمل [القول]: الشهداء والصديقون هم الأئمة من آل محمد في كل قرن منهم شهيد كما قال الله تعالى " جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " (2) يعني الذين هم في عصره لان قوله هؤلاء لا يكون إلا لقوم أشار إليهم قد حضروا ولا يكون لمن لم يأت بعد، والشهيد على كل أمة امام زمانهم والأئمة هم الشهداء لقول الله تعالى: " وجئ بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق " (3) والنبيون هم الرسل إلى العباد، والشهداء هم الأئمة بين كل نبيين وبعد محمد صلى الله عليه وآله من ذريته إلى أن تقوم الساعة لقول الله تعالى " والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " (4) عنى به الأئمة، فهم رؤوس المؤمنين. واسم الايمان يجمع الرسل والأئمة وسائر المؤمنين لأنهم كلهم آمنوا بالله والأئمة أيضا هم الصديقون بالحقيقة لأنهم صدقوا الرسول بما بلغوا عنهم وقاموا بما قاموا له من دين الله الذي شرعه لعباده بهم، وهم الشهداء عليهم، كل امام شاهد على أهل عصره يشهد لهم وعليهم عند الله تعالى بما شاهد من أعمالهم والله تعالى أعلم بذلك من الخلق أجمعين ولا يسأل عما يفعل كما قال الله تعالى " وهم يسألون "، ولا يكون الشاهد إلا على من شاهده ورآه ووقف عليه.