إلى العلم من العامة الذين ترأسوا على الأمة بما انتحلوه من العلم بآرائهم وأهوائهم، واختلفوا في تفضيل الرؤساء والاتباع في الحلال والحرام والقضايا والأحكام، فقوم يقولون هؤلاء أهدى.
ولبثوا كما قال على ذلك ما شاء الله حتى قام مهدي الأمة، فعاد الاسلام إلى الباب الذي خرج منه كما قال بما اقامه فيه مدة أيامه، وحيث انتهت طاعته، وأقامه ويقيمه كذلك الأئمة من ذريته على ما قدمنا ذكره بدعوته وسيرته حتى يجمع الله تعالى على طاعتهم ويورثهم الأرض كما وعدهم، ويكون الدين - كما قال تعالى - " كله لله ويظهره " على الدين كله ولو كره المشركون " (1).
[1256] وروي عن أبي صادق أنه سمع رجلا يقول: فتح الملهب طبرستان (2).
فقال أبو صادق: حكاه عن حذيفة، فيما آثره عن رسول الله صلى الله عليه وآله أن الذي يفتتح طبرستان والديلم ومدينة بلنجر والقسطنطينية رجل من بني هاشم.
فما أفتحه المسلمون من هذه البلدان وغيرها من سلطان من كانت في يديه من المشركين وغيرهم قائم وأمرهم ثابت يحاربون من افتتحها ويغلب هؤلاء مرة وهؤلاء مرة عليها وينال كل فريق منهم من الفريق الآخر، فليس ذلك مما يعد فتحا.
وإنما الفتح ما كان مع هلاك العدو، والظهور عليه وحسم أثره، وانقطاع مدته وخبره، وزوال سلطانه، وذلك ما يكون على يدي أولياء الله الذين وعدهم الله في كتابه أنهم يرثون الأرض، وأنه يظهر بهم دينه على الدين كله والله