فمن سمي بغير اسمه وطلب ما ليس له، وتعجيل ما أجل الله تعالى، ووضع الامر في غير موضعه الذي وضعه سبحانه. وقد كان من هؤلاء ما كان و من غيرهم ممن قام منهم بغير أسباب السلطان بل بالبغي من بعضهم على بعض وعلى الناس ما يطول ذكره وذكر أخبارهم. وكيف تفرقت الأحوال بهم، وقتل من قتل منهم (1)، وذلك ما يخرج ذكره عن حد هذا الكتاب لطوله، ولان ذلك لو ذكر في هذا الكتاب لقطع المراد به.
وإنما ذكرنا هذه الجملة من أخبارهم عن تشبههم من افرد الله جل اسمه بالقيام بحقه، وتقدم الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وآله بصفته وحاله ووقته، وعن آبائه بذلك بالدلالة عليه والتحذير من ادعى مقامه والتقدم بين يديه، والاخبار بأن ذلك يوجب هلاك من فعله، وادعاه، وقام بما ليس له به منه، وكان ما حل بهؤلاء مصداق ما قاله الأئمة من آبائه صلوات الله عليهم، فلم يزالوا واحدا بعد واحد منهم مستترين لتغلب أعداء الله عليهم حافظين لأمانة الله عندهم التي... من الإمامة التي أوجبها على العباد لهم وما استودعهم من مكنون علمه بنقله واحد إلى واحد منهم صار ذلك عنهم إليه، صلوات الله عليه (1).