حال عما كان لك عليه، وما أراك إلا دعوت الله تعالى، فعلمني ما دعوت.
قال: دعوت بدعاء جدي الحسين بن علي عليه السلام.
قال: وما هو، جعلت فداك؟
قال: قلت: يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي عند كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني برحمتك (1) التي لا ترام (2).
[توضيح وبيان] وقول جعفر بن محمد لأبي الدوانيق (3): قد علمت قديما ما أنا عليه. وقول أبي الدوانيق: إنه يعلم ذلك.
وإنما ذكره شيئا قد كان شاهده منه، وذلك أنه يوما في أيام بني أمية وجعلوا يستحثونه على القيام، ويذكرون كثرة أوليائه، وكان أكثرهم قولا أبو الدوانيق، فضرب أبو عبد الله عليه السلام [على] فخذ أبي الدوانيق.
ثم قال له: أما بلغك قول أبي لأخيه زيد لما هم بالقيام: ويحك يا زيد احذر أن تكون غدا المصلوب بالكناسة، إنا أهل بيت لا يقوم منا قائم قبل أوان قيام مهدينا إلا كان كمثل فرخ طائر نهض عن عشه قبل أن يستوي جناحاه فما هو أن يستقل مرة أو مرتين بالطيران حتى سقط، فيأخذه الصبيان يتلاعبون به (4).